قصة مؤسسة كندية.. شهيدات غزة سبب في تعليم الفتيات العربيات
"بنات من أجل الحياة" قصة مؤسسة كندية أنشأها الدكتور عز الدين أبو العيش (كندي فلسطيني) عام 2011 تخليدا لذكرى بناته (بيسان وميار وآية) اللائي استشهدن في غزة إثر الغارات الإسرائيلية عام 2008، حيث تقدم مؤسسة "بنات من أجل الحياة" منحا دراسية للفتيات من دول الشرق الأوسط سواء للدراسة في البلدان العربية أو من خلال منح دراسية في أميركا وبريطانيا وكندا.
الأمل من الألم
يقول عز الدين أبو العيش، وهو بروفيسور الصحة العامة في جامعة تورنتو ومدير ومؤسس "بنات من أجل الحياة"، للجزيرة نت "كان وعدًا عليّ، إن كانت بناتي قد استشهدن، فإن رسالتهن من أجل السلام يجب أن تبقى وتصل إلى العالم وأن التعليم حق لكل فتاة في العالم".
ويضيف "ألمي على استشهاد بناتي يقابله اليوم أمل أراه في كل فتاة تقدم لها مؤسستنا منحة دراسية هي في حقيقتها منحة أمل من أجل مستقبل أفضل لهؤلاء الفتيات، فالمرأة لها دور كبير في بناء المجتمع، ولكي يتعزز هذا الدور لا بد من أن تنال فرصة التعليم لتستطيع أن تكمل دورها الإنساني في بناء المجتمع على أكمل وجه".
منح دراسية إلى الخارج
ويشير أبو العيش إلى أن لديهم اتفاقات مع جامعات في كندا وأميركا وبريطانيا، كما لديهم أيضا اتفاقات مع جامعات في بنغلاديش، والآن في طريقهم لافتتاح مقر للمؤسسة في بلجيكا من أجل الوصول إلى اتفاقيات جديدة مع الجامعات الأوروبية، ويعملون كذلك على اتفاقيات مع الجامعات المكسيكية لأجل إتاحة فرص أكبر للفتيات من أجل إكمال دراستهن.
ويوضح أن المنح الدراسية التي تقدمها المؤسسة نوعان، الأول هو المنح داخل بلدان الفتيات، حيث تدرس الفتاة في بلدها وتتكفل المؤسسة بمصاريفها الدراسية، وقد استفادت من هذه المنح نحو 400 طالبة من فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر والمغرب.
أما النوع الثاني فهو الدراسة في بلدان أخرى غير وطن الفتاة، واستفاد من هذه المنح حوالي 50 فتاة، وتتكفل المؤسسة أيضا بمصاريف الدراسة والمصاريف الأخرى. ويأمل أبو العيش من الدول العربية أن تدعمهم من أجل زيادة أعداد تلك المنح.
طموح لا توقفه الظروف
رغم صعوبة الظروف المحيطة بوعد حسن كونها فلسطينية تعيش في لبنان، فإن طموحها كان أكبر من تلك الظروف وعزمت على أن تكمل دراستها الثانوية وتحصل على درجات عالية، الأمر الذي أهّلها مع توفر شروط أخرى للاستفادة من منحة دراسية قدمتها مؤسسة "فتيات من أجل الحياة".
ويشترط أن تكون الطالبة قدمت خدمات تطوعية، وناشطة في مجتمعها ولديها ظروف مادية صعبة، وأن تكون من بلدان الشرق الأوسط، وفي النهاية لا بد أن ترجع إلى بلدها بعد إكمال الدراسة.
تقول وعد للجزيرة نت "كنت أبحث عن أي مؤسسة تقدم منحا دراسية للطلبة الفلسطينيين، وعرفت من خلال أحد المراكز في لبنان هذه المؤسسة، وقدمت لها وكتبت التخصص الذي أريده، وبحثت في الجامعات الموجودة التي لديها اتفاقات مع المؤسسة عن التخصص الذي أريد أن أدرسه وقدمت له".
منحة دراسية في أميركا وكندا
تضيف وعد "ذهبت إلى أميركا لدراسة الأدب الإنجليزي في كلية مانهاتن عام 2015 وأكملت دراسة البكالوريوس، وبعدها قدمت طلبي لإكمال الماجستير في كندا، وبحمد الله تم قبولي، والآن أكمل دراستي في جامعة بروك في كندا".
تبيّن وعد أن اختيارها للدراسة في أميركا وكندا، وتعلمها هناك أضاف إلى شخصيتها الكثير من الخبرات، وأن التعليم بالنسبة لأي فتاة وسيلة مهمة لإثبات وجودها وتحقيق أهدافها، ليس لنفسها فقط وإنما لمجتمعها أيضا، وتضيف "لما رجعت إلى لبنان حدثت الفتيات عن أنه مهما كانت العوائق فيجب ألا يتخلين عن هدفهن في إكمال تعليمهن".
المصدر : الجزيرة
أضف تعليق
قواعد المشاركة