على أجندة رئيس «لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني» حسن منيمنة سلسلة لقاءات مع سفراء وممثلي الدول الأجنبية في لبنان للتعارف بعد توليه مهمة رئاسة اللجنة أخيراً، ولوضع خطط لتمويل حاجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ولا سيما إعادة إعمار مخيم نهر البارد.

ويبدو أن الوزير السابق دق ناقوس الخطر في ما خصّ تمويل هذا المخيم على مسامع زوّاره منذ اللقاء الأول، خصوصاً أن سير الأمور فيه يشي بوقوعه بأزمة مالية كبيرة مع بداية العام المقبل. وقد بات معروفاً أن الدول العربية، باستثناء السعودية، لم تفِ بوعود التمويل التي قطعتها في مؤتمر فيينا. من هنا، سوف تعمد الحكومة اللبنانية إلى إعادة التواصل مع عدد من تلك البلدان، بينما تدرس الظروف الإقليمية لاستبيان إمكانية عقد مؤتمر ثان لتمويل إعمار البارد، وفق مصادر متابعة. ويأتي ذلك بعد إعلان السفراء الأجانب تفضيلهم صرف أموالهم على إغاثة النازحين السوريين كونهم حالة طارئة، ملمحين إلى أنهم وفوا بالتزاماتهم تجاه البارد، ناصحين الحكومة التوجّه إلى «من لم يفِ بوعوده».

وإذا فشلت الحكومة في جذب الأموال، فستبقى نحو 2340 عائلة من دون عودة (كانت عودتها متوقعة بعد رأس السنة)، علماً أن المعنيين يتوقعون عودة 2527 عائلة قبل انقضاء كانون الأول من هذا العام تضاف إلى 3546 كانت قد عادت من قبل. وتنتظر تلك العائلات 157 مليون دولار لاستكمال إعادة الإعمار من أصل 345 مليون دولار خصصت للغرض، ولم يصل منها إلا 188 مليون دولار. ولعل تلك العائلات لا تعاني من التأخير في إعادة إعمار مخيمها فقط، بل أيضاً من النقص في تمويل إغاثتها الذي لم يصرف منه إلا 2.7 مليون دولار من أصل 8.7 ملايين دولار.

وفي إطار الاستقبالات، التقى منيمنة السفير البريطاني طوم فليتشر الذي أكد استمرار دعم المملكة الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية في مجال مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً في ظل استمرار موجة النزوح بسبب الأزمة السورية. وبرهن عن كلامه بالأرقام مشيراً إلى أن بريطانيا «لا تزال تتصدّر قائمة المانحين الذين يموّلون الصندوق العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خلال العام 2013 و2014 بمساهمة تبلغ زهاء 12,424,798 دولارا أميركيا. ونؤمن حصصاً غذائية وأدوات منزلية أساسية لأُسر اللاجئين الفلسطينيين الوافدين من سوريا من خلال رزمة دعم إضافية للوكالة في لبنان».

وكان منيمنة قد بحث موضوع اللاجئين الفلسطينيين مع السفيرة السويسرية روث فلينت ووفد مرافق. فناقشوا مشاريع «الوكالة السويسرية» التي يجري تنفيذها في المخيمات، واستراتيجية اللجنة لإنشاء هيئة عليا تعنى بشؤون الفلسطينيين ومرصد خاص بهم واستكمال إعمار مخيم نهر البارد. ولفت إلى أن «مسألة اللاجئين الفلسطينيين تعود الى أكثر من ستين سنة، في حين أن موضوع اللاجئين السوريين سيجد له حلاً بانتهاء الأزمة السورية»، حاثاً ضيوفهم على المساعدة في تحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين.

المصدر: مادونا سمعان السفير