كرمل أحمد سليمان نجومية مبدع فلسطيني لم تخنق روحه أزقة مخيم شتات
في كنف أسرة فلسطينية مناضلة بكل المقاييس، وبين أحضان أبوين معطاءين بكفاحهما وتفانيهما في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني نشأ كسراج ينير الدرب لأبناء جيله ويعلّم أبناء هذا الجيل أنه من رحم اللجوء والمخيم، وحيث تكون المعاناة يكون الإبداع أنه كرمل احمد سليمان. وهو شاب استطاع تفريغ المشاعر الانسانية والعواطف السلبية، مختصراً الفن والإبداع والتحدي بحركاته وخطواته الرائعة.
وإذا بحثنا عن كل هذه الكلمات والمعاني مجتمعة نجد لها جواباً واحداً هو «كرمل».
كرمل سليمان
شاب فلسطيني من مواليد عام 2001. شاب ككل الشباب الفلسطيني الذي يحمل هموم فلسطين وشعبها في قلبه وعلى اكتافه كل حسب ما يستطيع وما يجتهد يقطن مع والديه وأخيه في مخيم جرمانا جنوب شرق دمشق، حيث امشتق الفن سلاحاً وأبدع في موهبة الفلكلور الشعبي والدبكات والرقصات التراثية والعديد من أنواع الفنون الشعبية من خلالها يعزز انتماءه القومي. في «براعم بيسان»
ومن عمر 4 سنوات بدأ كرمل تظهر عليه إرهاصات الموهبة من خلال ما قدّمه في فرقة براعم بيسان. هذه الفرقة التي كانت تابعة لروضة براعم بيسان في منطقة سكنه في مخيم جرمانا. قدّم مع هذه الفرقة على خشبة المركز الثقافي في مخيم اليرموك بمناسبة انتهاء العام الدراسي باقة من فنه الجميل. وهنا كانت نقطة انطلاق واضحة ليبدأ في مسيرته الوطنية الفنية. وبعد أن بدأ دراسته في الحلقة الأولى كان كرمل يقدّم مساعدته لفرقة براعم بيسان بمتابعته في تقديم الحفلات السنوية، ما عدا ذلك كان يحاول وبجدارة أن يدرب الأطفال على الدبكات الشعبية وهو في عمر 8 سنوات على موسيقى يا ظريف الطول وأغاني الثورة الفلسطينية . استمرّ في يفاعته مطوّراً من نفسه وحاول أن يكون ضمن برنامج اليافعين في مخيم جرمانا، حيث شارك في العديد من الرقصات والمسرحيات رغم انه أصغر يافع بين المشاركين. وفي فرقة إنانا للمسرح
وعن عمر 12 سنة التحق كرمل بفرقة إنانا للمسرح الراقص. وكان أصغر راقص فيها، حيث من هنا كانت نقطة تحوّل أخرى يرتقي بها. فتعلم على أساسيات رقص الباليه على يد المدربة الروسية البينا. بقي عاما كاملاً وهو يطوّر نفسه وإبداعاته في هذه الفرقة العريقة التي كانت تضمّ عشرات الراقصين والراقصات.. وفي هذه الأثناء كان كرمل يعمل مع العديد من فصائل الثورة الفلسطينية في إحياء المناسبات الوطنية بتدريب فرقها على الفولكلور الشعبي والرقصات الهادفة لمختلف الفئات العمرية، منها فرقة اشبال وزهرات الحكيم وفرقة لن ابقى لاجئ وفرقة اشبال بيسان ..
تواصلت معه فرق وطنية سورية عدة بعد أن نقلت فرقة انانا مقرها الى خارج القطر العربي السوري. توّجه للعمل مع فرقة زنوبيا وبعدها فرقة سورية للمسرح الراقص. وكما قدّم عروضاً كثيرة مع فرقة المهرة السورية وفرقة نداء الأرض الفلسطينية واتحاد شبيبة الثورة السورية وقدّم العديد من العروض لإحياء المناسبات المجيدة.
شارك في أحد أكبر العروض التي أقيمت بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية على أرض ملعب العباسيين وهو في عمر 10 سنوات وكانت له فرصة لرحلة دولية لكن تمّ رفضه لأنه يحمل الجنسية الفلسطينية السورية..
حاول دمج الفولكلور الشعبي برقص الباليه المعاصر ليشكل فسيفساء فن وطني.. كل ذلك ما عدا العروض التي قدّمها بشكل فردي في مراكز الطفولة ودور الأيتام ودور المسنين وكل ما يؤول اليه ان يتابع في مسيرته الفنية وثقافته المهنية والوصول الى درجات أعلى ومستويات دراسية بهذا النوع من الفنون، لأنه فطر عليه وليكون مقاوماً وظف موهبته في خدمة القضية والشعب الفلسطيني. وأن يتابع في دراسته الجامعية بكل نجاح وإتقان.
سألناه عن أمنياته فأجاب: أن أصل للعالم كشاب فلسطيني وبشكل فردي رسالتي الفنية لنشر ثقافة الجمال والفن الراقي لا ثقافة الإرهاب. وحلمي متابعة ودراسة فن الباليه في مدينة الباليه الروسية.
المصدر: البيان
أضف تعليق
قواعد المشاركة