استهداف ممنهج في موسم حصاد القمح
رصاص الاحتلال ونيرانه تلاحق مزارعي غزة
أمسك المزارع صالح أحمد القرا، برأسه الذي لف بالشاش الطبي الأبيض، وهو في حالة ذهول منذ خوضه تجربة كاد يرتقي فيها شهيداً بعد إصابته برصاص الاحتلال في رأسه بشكل مباشر، شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
القرا، (25 عاماً) أصيب قبيل ظهر الأربعاء الماضي (21-5) لدى وصوله برفقة ثلاثة من زملائه لتجميع محصول القمح الذي قاموا بحصاده في أرض زراعية تبعد 300 متر عن السياج الأمني الصهيوني شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
نجوت بأعجوبة
يقول القرا لمراسلنا "الحمد لله على كل حال .. ما أزال غير مصدق أنني نجوت .. أصابني عيار ناري أطلقته دبابة .. هي إرادة الله .. التفاته بسيطة جعلت الرصاصة تصيب الجانب الأيسر من رأسي وتحدث فيه جرحاً كبيراً ولكنه سطحياً، بعد أن كان يمكن أن تخترق الرصاصة منتصف رأسي وتهشمه".
اغرورقت عينا القرا، وهو يتذكر تفاصيل واقعة إصابته، وتحسس رأسه مجدداً، وهو يقول "أعمل في الزراعة كعامل .. قمت برفقة زملائي بحصد القمح في صباح ذلك اليوم، ثم غادرنا للراحة وإحضار طعام الغداء .. كنا على متن دراجة نارية قبيل الظهر عندما وصلنا إلى الحقل".
وأضاف "كان هناك دبابة متمركزة على تلة داخل السياج الأمني شرق الأرض التي نعمل فيها، وبمجرد محاولتنا التوقف أطلقت صلية من الرصاص نحونا، حاولت القفز، فتعثرت قدمي فالتفت برأسي قليلاً فإذا برصاصة تخترق الجانب الأيسر من رأسي كعامود نار".
صمت القرا لحظات .. قبل أن يكمل "وضعت يدي على مكان الإصابة فإذا بها تغرق بالدماء فصرخت بزملائي فقدم أحدهم إلي وقام بمحاولة إيقاف الدم، وزحفنا قليلاً حتى غادرنا المنطقة، ومن ثم جرى نقلي للمستشفى، حيث تبين أن الإصابة سطحية .. كانت التفاتتي بقدر الله لتكون سبيل نجاتي؛ ليكتب الله لي عمراً جديداً".
من الإصابة للحرق
المزارع القرا، هو نموذج لما يخوضه المزارعون والعمال من مخاطرة يومية هذه الأيام لحصاد القمح من الأراضي الزراعية المتاخمة للسياج الأمني الصهيوني المحاذي لشرق القطاع، جراء الاستهداف المتكرر من قبل قوات الاحتلال.
وإذا كان قدر المزارع القرا، هو الإصابة، فإن المزارع سليمان أبو طعيمة، كان على قدر مع نوع آخر من عدوان الاحتلال الذي تسبب بحرق حقله الواقع شرقي بلدة خزاعة.
ويؤكد أبو طعيمة أن دبابات الاحتلال تعمدت بعد ساعات من إصابة القرا إطلاق قذائف وأعيرة نارية تجاه الحقول اليابسة ما تسبب باشتعال النيران في الحقول الزراعية شرق خزاعة، وإحراق قرابة 50 دونما تعود له ولأقاربه إضافة للمواطن راضي أبو ريدة.
وتفرض قوات الاحتلال منطقة عازلة بين السياج الأمني الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948، تتراوح مساحتها بين 300 متر و1000 متر في بعض المناطق من جنوب إلى شمال قطاع غزة، تمثل 17 % من مساحة القطاع و35 % من مساحة الأراضي الزراعية بالقطاع.
أضف تعليق
قواعد المشاركة