في ذكرى الـ 66 للنكبة.. لاجئو غزة يعودون على متن "طائرات ورقية"
الرسالة نت – أحمد طلبة: الغيظ والحسد بدآ واضحين على حبيبتَيّ فراس، ونقمته على طائراته الورقية ظهرت جلية يتخللها حنين إلى الأرض ويقين بالعودة إلى يافا، فهي استطاعت أن تحقق حلمًا ما زال يسعى وأجداده إلى جعله واقعًا.
تلك الطائرات الورقية صنعتها أيدٍ مهجّرة من "بوص" يشبه إلى حد ما عظام سيقان أجداد هجروا من أراضيهم، وأوراق أُخذت من وثيقة ملكية للبلاد، وشُدّت بخيوط نُسلت من سلك شائك يفصل فلسطينيًا عن حبيبته.
عن بعد.. جلس فراس يرقب طائرته التي اجتازت الشريط الحدودي واقتربت من أرضه المحتلة عام 1948، وفي خلجات صدره يكبر اشتياق للوطن، وفي كبد السماء تطير أحلام بالتحليق كلعبته الورقية.
فراس وغيره من هؤلاء الأطفال استطاعوا أن يهدُّوا اعتبارات السياسية كلها، حين خرجوا متحدّين بندقية جندي (إسرائيلي) اعتلى أحد أبراج المراقبة على السلك الحدودي، مصرّين على العودة إلى أرضهم.
هو وأبناء جيله ممن عاشوا تفاصيل النكبة برواية أب عن أبيه، خرجوا ضمن فعالية نظمها جهاز العمل الجماهيري التابع لحركة حماس، في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة الـ 66.
يقول فراس لـ "الرسالة نت": "ها أنا أحلق من غزة عبر طائراتي الورقية، وأعيش على أمل كبير بأن ألعب غدًا في أرضي التي هاجر منها جدي، وسأعتلي سطح منزله في يافا لأحلق بطائرتي".
الطائرات اجتازت الشريط الحدودي وعبرت إلى الأراضي المحتلة 1948، وطارت من شمال القطاع، إحياءً لذكرى النكبة الـ66، ولتذكير العالم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.
كالأقمار في السماء حلقت الطائرات.. يافا إلى جانب حيفا، والخليل تصافح الجليل، بينما عكا احتضنت الناصرة، وصنعت المجدل وتل الربيع وهربيا وبربرة ويبنا والجورة وحمامة صف دبكة شعبية.
وحلّقت الطائرات التي قطعت أجزاؤها ألوان العلم الفلسطيني الأربعة في سماء بيت حانون, وحملت أسماء قرى ومدن الأراضي التي هاجر منها الفلسطينيون بعد تشريدهم قسرا من الجماعات اليهودية.
القيادي في حركة حماس والمشارك في الفعالية عبد الله المصري، يقول إن "الطائرات الورقية حلّقت في سماء غزة، من بيت حانون شمالي القطاع صوب الأراضي المحتلة، لإحياءً ذكرى النكبة".
ويضيف المصري: "هم يقولون للطائرات هيا حلقي، واذهبي إلى أرض أجدادنا هناك، وسيكون لنا موعد قريب بأجسادنا".
وأحيا الفلسطينيون في مدن الضفة المحتلة وقطاع غزة والشتات، في الخامس عشر من مايو (أيار) ذكرى النكبة التي حلت بهم عام 1948، وسط مطالبات رسمية وشعبية بعودة اللاجئين إلى أراضيهم وقراهم.
وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام الماضي إلى 5.9 مليون نسمة، يتوزعون على 58 مخيماً، بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة. وفق احصائية الجهاز المركزي للإحصاء.
والنكبة التي يحييها الفلسطينيون، هي ذكرى إعلان قيام "دولة إسرائيل" في العام 1948، تفعيلاً لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين جماعات يهودية والفلسطينيين الذين تم تهجير نحو 800 ألف منهم آنذاك.
وعام 1948 دمرت الجماعات اليهودية المسلحة 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت "مذابح" أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني، وفق جهاز الإحصاء.
أضف تعليق
قواعد المشاركة