992 ألف لاجئ في غزة تحت خط الفقر المطلق والمدقع

منذ 8 سنوات   شارك:

بينما كانت الشمس قد خلعت لتوها ذيول الظلام وارتدت حلتها المشرقة، كان (أبو احمد) يتفقد بطاقته الشخصية وبطاقة المؤن أو هوية اللاجئ التي تصدرها الأونروا للاجئين الفلسطينيين، ويتأكد من وجود الكوبونة التي أصدرتها له الوكالة، وارتدي (أبو احمد) على عجل ثوبه المعتاد ليلحق أول الدور في الطابور أمام المؤمن –مجمع مخازن ملحق به مكاتب مخصص لاستقبال اللاجئين الأشد فقرا في المجتمع وطلباتهم لتلقي المساعدات الغذائية- وما إن وصل بعد مشوار طويل قطعه مشيا على الأقدام من منزله على الطرف الشمالي لمخيم الشاطئ، لتوفير الشيكل ثمن التوصيلة بالسيارة للمؤن، حتى وجد الطابور طويلا كطول معاناته، وكأن الناس قد اصطفوا حتى قبل خروج الشمس من مخدعها.

طابور على حافة الكرامة 

ساعات قضاها (أبو احمد) في انتظار استلام الكوبونة، مثله مثل المئات من اللاجئين الذين تناسلوا من بيوتهم المهترئة لاستلام الكوبونة الغذائية التي تعينهم على الحياة في زمن العيش المر وأجواء الحصار التي تلف غزة كما تلف الأم وليدها.

بدأت الأونروا بصرف المساعدات الغذائية لجميع اللاجئين منذ تولت الأمم المتحدة مسؤوليتهم في اعقاب تهجيرهم من بيوتهم في فلسطين المحتلة سنة 1948.

لكن ومع تحسن الأحوال المعيشية للاجئين في أواخر الثمانينيات بدأت الأونروا بتقليص صرف هذه المساعدات وقصرت صرفها على الحالات الأشد فقرا.

وبدأت الأعداد التي تتلقى هذه المساعدات من الأونروا تتزايد تزايدا مضطردا مع تزايد وطأة الحصار المفروض على غزة منذ 2007م.

والذي أدى إلى تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ما زاد نسبة اللاجئين المعتمدين على المساعدات الإنسانية إلى 80%، ليصل عدهم إلى نحو مليون لاجئ.

وتحتوي السلة الغذائية التي يتلقاها اللاجئون على الدقيق، السكر، الأرز، الزيت، اللحوم المعلبة والحليب المجفف.

كابونات للبيع 

حمل (أبو أحمد) كيساً من الدقيق واتجه به إلى حيث تقف العربات وسائقي التكتك تمهيداً لنقله إلى منزله، إلا أن (أبو احمد) نبش جيوبه نبشا بحثا عن الأجرة للسائق فلم يجد، فاتجهت أنظاره إلى حيث يقف تجار شراء الكوبونات، وعرض عليهم بعضا من الأرز والحليب ليستطيع تغطية بعض المصاريف وعلى رأسها أجرة التوصيل.

أشهر طويلة ينتظرها اللاجئون بين صرف الكوبونة والأخرى، رغم أن هذه المساعدة لا تكفي أسرهم المكونة من خمسة إلى عشرة أفراد على الأقل حتى موعد صرف "الكوبونة" التالية.

يُذكر أن "الوكالة" توزع مساعداتها التموينية على الأفقر من اللاجئين، كل ثلاثة شهور، وتستثني الموظفين وأصحاب المشاغل والمصالح الكبيرة منهم، لقدرتهم على العيش دون مساعدة غذائية منها.

اللاجئ (أبو عيسى) كانت تعلوا محياه ابتسامة حزينة وهو ينهى نقل حاجياته، حيث قال إنه كان ينتظر تسلم الكوبونة بفارغ الصبر، لأن الدقيق ومختلف الأنواع الأخرى نفذت من منزله قبل شهر ونصف، وأنه كان يرسل إلى جيرانه لتوفير الخبز الحاف لأولاده.

رغم أن "الكوبونة" التي تقدمها "الأونروا" صفراء، أي أنها مضاعفة إلا أنها لا تكفي حاجة أسرته ذات العشر أفراد طيلة ثلاثة أشهر، إلا أنه يعتبر يوم استلامها يوما سعيدا لأنها بمثابة مساعدة كبيرة تعينه على سد رمق أطفاله، إلا أنه يضطر لبيع بعضها للتجار لتغطية مصاريف عائلته المتعددة والتي لا تغطيها الأونروا. 

 

المصدر: المشرق نيوز



السابق

شاعر وصحفي مقدوني: كتاباتي حول فلسطين تخلق وعياً حول القضية الفلسطينية

التالي

ترامب يهدد الفلسطينيين في تغريدة على تويتر..


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزّة: السَّماءُ تمطرُ دماً!

الحزن ليس شعوراً عابراً، بل ذاكرة متجذرة في الوعي الجمعي للأمة! ما يؤلم اليوم أننا بتنا نرى الدين وقد تحوّل في بعض صوره إلى أداة ت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير