ماء وكهرباء و«ماكدونالدز»... أحلام الغزيين في انتظار استكمال المصالحة

منذ 8 سنوات   شارك:

يعلق الفلسطينيون في قطاع غزة آمالا كبيرة على أمور بسيطة يأملون في تحقيقها مع استكمال تسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الجمعة، وفي مقدمتها توفير الكهرباء والماء، والحصول على حرية السفر وزيادة فرص العمل.

وأصبح خروج الفلسطينيين من غزة أمرا شبه مستحيل بسبب الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي المستمر منذ عشر سنوات، وإغلاق مصر لمعبر رفح، المنفذ الوحيد خارج القطاع الذي لا تسيطر عليه الدولة العبرية، ما أدى إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية والمعيشية.

فيما تبلغ نسبة البطالة في القطاع 40 في المائة، 56 في المائة منهم من الشباب، بحسب البنك الدولي. لذلك ينتظر مليونا فلسطيني في غزة بفارغ الصبر يوم الجمعة المقبل، موعد استعادة السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، الذي قالت الأمم المتحدة إنه قد يصبح مكانا «غير قابل للعيش» بحلول عام 2020.

الطالب يحيى المجايدة (18 عاما) واحد من هؤلاء الذين ينتظرون بفارغ الصبر وصول هذا اليوم، لأنه يخطط لدراسة الطب في أوكرانيا. لكن رغم قُبوله في الجامعة وحصوله على تأشيرة دخول سارية المفعول، فإنه ما يزال عالقا في غزة بسبب إغلاق المعابر.

يقول يحيى لوكالة الصحافة الفرنسية: «تأشيرتي سارية منذ شهرين، إلا أنني لم أتمكن من السفر بسبب المعبر. لذلك فمستقبلي متوقف على فتح المعبر وتسلم حكومة الوفاق مهامها في قطاع غزة... أنا خائف جدا من أن تفشل المصالحة، وأن يضيع مستقبلي بالكامل».

من جهتها، تقول ميساء الشنطي (45 عاما)، وهي أم لستة أبناء في قطاع غزة، لم تر عائلتها منذ سيطرة حماس على القطاع: «أدعو كل يوم أن تنجح المصالحة، فأنا أحلم بأن يفتح المعبر وأسافر لرؤية أهلي في السعودية، الذين لم أرهم منذ 11 عاما، وقد توفي والدي دون أن أراه قبل عدة أعوام... أملنا في الحياة متوقف على نجاح المصالحة».

عند سيطرة «حماس» على قطاع غزة عام 2007، واصلت السلطة الفلسطينية دفع رواتب قرابة 60 ألف موظف مدني في غزة، إلا أن 13 ألفا من هؤلاء فقط بقوا في عملهم، بينما علقت السلطة دفع رواتب الآخرين، في إطار تدابير عدة هدفت للضغط على «حماس».

تقول ليلى صقر، وهي واحدة من الموظفين الذين خسروا عملهم في وزارة الصحة: «أتمنى أن تتم المصالحة الفلسطينية، وأن أعود إلى عملي في الوزارة. لقد قضيت عشر سنوات في البيت دون عمل كان لها أثر نفسي ومهني سلبي عليّ».

وتتابع ليلى موضحة: «بصفتنا موظفين في السلطة، يمكننا أن نكمل مع موظفي حركة حماس، الذين اكتسبوا خلال سنوات عملهم الأخيرة خبرات، وتعاملوا مع برامج جديدة، نحتاج نحن اليوم إلى تعلمها».

وبعد سيطرتها على غزة، وظفت «حماس» عشرات آلاف الأشخاص الذين يعد استيعابهم من القضايا الشائكة في ملف المصالحة.

يقول محمود الفرا (36 عاما)، الذي يعمل رئيسا لقسم العلاقات العامة في وزارة الأعلام التابعة لحركة حماس إنه يتمنى تطبيق المصالحة من أجل توفير حياة كريمة لعائلته.

ويضيف: «أتمنى أن تتم المصالحة حتى نحصل على رواتب كاملة من السلطة الفلسطينية، ويتم تطوير خبراتنا وكفاءاتنا، ونعمل جنبا إلى جنب في الوزارة في الضفة الغربية وقطاع غزة».

أما وائل الحاج (32 عاما) الذي تخرج منذ عام 2008 في كلية اللغة العربية والإعلام، والذي ما يزال حتى الآن عاطلا عن العمل رغم أنه أب لطفلين، فيقول: «كل ما نريده هو أن تتم المصالحة وتتحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأن تتوفر لنا فرص عمل، كل ما أريده هو أن أوفر لعائلتي حياة مستقرة وكريمة... لكن حتى لو أردت السفر إلى الخارج لبناء مستقبلي، فالمعابر مغلقة. عمرنا يضيع. لذلك نعيش على الأمل في انتهاء هذا الوضع».

ويشكو محمد أبو شعبان (64 عاما)، وهو أب لعشرة أبناء من ظروف العيش الصعبة بقوله «لدي عشرة أبناء لا أحد منهم يعمل، أنفقنا عليهم لتعليمهم... وها هم اليوم عاطلون عن العمل... الوضع مأساوي. وحياة الجميع أصبحت تعتمد على التسول والمساعدات».

من جهته، يتذمر عمار فلفل (31 عاما)، الذي يملك مكتبا هندسيا في مدينة غزة، من الوضع المعيشي، بقوله: «الجميع خائف من أن يبقى الوضع كما هو، وأن تفشل المصالحة ولا يتحسن الوضع. وكل شيء ما زال على وضعه».

أما حمادة أحمد (12 عاما)، وهو طالب في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فإنه يعترف بأنه لا يعرف ما معنى المصالحة الفلسطينية بالضبط، لكنه يحلم بالسفر خارج قطاع غزة للمرة الأولى، ويقول: «والدي قال لنا إنه في حال فتح المعبر، فسيسافر الجميع. أمنيتي أن أركب طائرة وآكل وجبة (ماكدونالدز)». 

 

المصدر: الشرق الأوسط 



السابق

فلسطيني يشارك بتدريبٍ حول تكنولوجيا الاتصالات في الهند

التالي

"ميس هريش" فلسطينية تنجح بدراسة تخصصي الموسيقى وحقوق الإنسان بجامعة أميركية


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير