فلسطينيو لبنان في الذكرى الـ66 للنكبة .. هَمّ التوطين يتجدد
حتماً، لن يتمكّن الفلسطينيون اللاجئون في لبنان من مشاهدة الألعاب النارية والمفرقعات التي ستُطلق احتفالا بالذكرى الـ66 لقيام الدولة العبرية، والتي تشكّل ذكرى النكبة التي شرّدتهم من ديارهم، ولم تترك لهم سوى حلم يراودهم بـ«حق العودة»، ومغادرة مخيمات هي بمثابة سفارات غير معلنة لوجودهم.
فقر وحرمان وبطالة واكتظاظ، لا حقوق مدنيّة أو اجتماعية. ولا ضرورة للاستعلام أكثر، فالأحوال معروفة ووسائل الإعلام نقلت مراراً أوضاعهم بالكلمات والصور. هي نفس المشاهد تتكرّر مرفقة بحكايات وتفاصيل أكثر. أما الحصيلة، فتتلخّص في أن اللاجئين في لبنان، وكما غيرهم في بلدان اللجوء، سيستيقظون اليوم على واقع طردهم من قراهم ومدنهم في مدن وقرى فلسطين التاريخية، وفي عيونهم أسئلة كثيرة ممزوجة بكثير من القلق.
جراح وقنابل
وفي حين تأتي ذكرى النكبة، لا لتفتح جراح الماضي فقط، بل لتطرح أسئلة على الحاضر والمستقبل، فإن أول ما تجدر الإشارة إليه هو غياب لبنان على نحو كامل عن المتابعة الحثيثة لمجريات المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، وتحديداً لجهة طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين من ضمن بنود المفاوضات، على الرغم من أنه معني بصورة أساسيّة بهذه القضية، بعدما تحوّلت منذ خمسين عاماً أحد أسباب الصراع اللبناني، وتحوّل رفض توطينهم بنداً أساسياً في الدستور اللبناني، ما من شأنه أن يرتدّ عليه بصورة مباشرة.
أما المخاوف من الارتدادات المحتملة، فتعزوها قراءات متعدّدة، في الجانب اللبناني، الى كون معالجة هذا الملفّ باتت أمراً شبه مستحيل بعدما أصبحت المخيمات مصدراً لعدم الاستقرار المتزايد، وتحوّلها بصورة مطردة إلى «قنابل موقوتة» بسبب الحالة الإنسانية المزرية والمتفاقمة، عدا عن تنامي الحركات الإرهابية داخلها واستقطابها الفارّين من وجه العدالة.
نزعة وتوزيع
واستناداً إلى أوساط سياسية مطلعة، فإن ثمّة نزعة محليّة نحو التقليل من أهمية ما يجري في شأن الحركة التي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري على الخط الإسرائيلي- الفلسطيني. أما خطورة تجاهل هذا الملفّ، فهي نابعة ممّا سرّبته مراكز غربية من جملة البنود المطروحة للتسوية المحتملة عن اقتراح بتوزيع اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في الدول المجاورة لفلسطين المحتلّة على عدد من الدول الغربية.
وهذا البند يعني لبنان في صورة مباشرة، لكنه، وبحسب الأوساط نفسها، قد يحوي في طيّاته «لغماً» بقدر ما يمكن أن يثير ارتياحاً لدى البعض، إذ إن عدداً من المؤسّسات الأوروبية التي كانت تُعنى بقضية اللاجئين سبق أن أعطت أرقاماً متدنية عن عددهم في لبنان، ما ينذر بمخاوف من احتمال أن تجري المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، وتتعلق في جزء منها بوضع اللاجئين، حول أعداد متدنية تكون مرشّحة لإعادة توزيعهم في الغرب وإبقاء قسم آخر قد يكون كبيراً منهم في لبنان.
أرقام
بحسب إحصاءات «الأونروا»، يشكّل الفلسطينيون في لبنان حوالي 11 في المئة من مجموع سكان لبنان، أي حوالي الـ450 ألف لاجئ، يتوزّع أكثر من نصف عددهم حالياً على 12 مخيماً، بعدما أدّت الحرب الأهلية إلى مسح أربعة مخيمات من على الخريطة.
المصدر: البيان الإماراتية
أضف تعليق
قواعد المشاركة