خاص شبكة العودة الإخبارية 

كان تصريح بلفور الذي صدر في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1917، وثيقةً قصيرةً غيّرت مجرى التاريخ.. ألزمت الوثيقة الحكومة البريطانية بتأييد إقامة وطناً قومياً للشعب اليهودي في فلسطين، انطلاقاً من المصالح البريطانية.

فتصريح بلفور هو مجرد وثيقةً قصيرة، لكنّها غيّرت مسار التاريخ منذ ذلك اليوم المشؤوم من عام 1917.. تصريحٌ رقص أصحابه على أنقاض المنازل الفلسطينية، وعلى حساب مأساة الآلاف من الأبرياء ممن استُشهداو في فلسطين، وممن هُجّروا في شتات الأرض طوال تلك السنوات الماضية ليُصبحوا لاجئين!

لكنّ هؤلاء اللاجئين في مختلف أماكن تواجدهم لم يتراجعوا يوماً عن التذكير والمطالبة بحقهم، كذلك مطالبة من كان سبباً في تلك الفاجعة التي أصابتهم منذ عام 1917، بالاعتذار لشعبهم.. فمن بريطانيا إلى هولندا وألمانيا والسويد إلى كندا والولايات المتحدة الأميريكية إلى الأردن ولبنان... يحيي الفلسطينيون وأحرار العالم الداعمين لقضية فلسطين هذا العام مئوية وعد بلفور تحت شعار "بلفور: مئوية مشروعٍ استعماري"..

آليات العمل لبنانياً..

فعشرات الفعاليات على لائحة الانتظار، تستعدّ لرفع الصوت الفلسطيني ميدانياً في مئوية بلفور، بالتأكيد على حق العودة والحرية، والتوعية بمعنى "تصريح بلفور" تاريخياً وسياسياً وقانونياً، وتفاصيله الخفية، ومقارعة جميع الاحتفالات الصهيونية بمئوية بلفور.

فعلى صعيد العمل الميداني في لبنان، إتّفقت عشرات الجمعيات والمؤسسات في لبنان على برنامج فعالياتٍ مشتركة لإحياء هذه الذكرى الأليمة، مع ضرورة التنسيق مع التجمعات والمؤسسات الأهلية اللبنانية والشبكات التربوية المدرسية وإشراكها ضمن الفعاليات.

ويقول سامي حمود، مدير منظمة ثابت لحق العودة ومنسق الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "انتماء" في لبنان، لشبكة العودة الإخبارية «في رصيدنا العديد من الأفكار والفعاليات لإحياء مئوية تصريح بلفور وأبرزها تنظيم نشاط تجسيدي "جلسة محاكمة بريطانيا" في مدينة صيدا، كذلك زيارة وفد المؤسسات إلى السفارة البريطانية في بيروت وتقديم مذكرة لمطالبتها بالاعتذار عن تصريح بلفور. بالإضافة إلى تنظيم اعتصام رمزي على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتشجيع المؤسسات والجمعيات في تنظيم الأنشطة الشعبية المتنوعة داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية بالتنسيق مع مدارس "الأونروا" والمعاهد ورياض الأطفال والمؤسسات الشبابية».

الحراك الإلكتروني..

وإلى جانب الحراك الميداني، لا تغفل تلك المؤسسات المشاركة في الحملة على صعيد لبنان عن أهمية الحراك الإلكتروني وتأثيره عالمياً، خاصةً مع إعلان المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج عن ضرورة توحيد الصوت الفلسطيني رقمياً في مئوية بلفور عبر استخدام هاشتاج موحد "#Balfour100"، حيث ستكون ذروة الحملة الرقمية ليلة الذكرى المئوية، يوم الأربعاء 1 نوفمبر 2017 القادم.

ويشير حمود لشبكتنا «ستكون حملة "انتماء" ونشطائها من أول المشاركين في التغريد على الهاشتاغ، بالإضافة إلى المساهمة في إعداد المقالات والتقارير الإعلامية عن مئوية بلفور، وترتيب ظهور إعلامي لبعض الشخصيات والنشطاء للحديث عن الحملة، كذلك إعداد ملف للتنشيط الإلكتروني من توحيد البروفايل على الفيسبوك، وإعداد بطاقات تعريفية ومقاطع للتغريد، وغيرها».

ومع كون تصريح "بلفور" ليس وعداً عابراً بل استراتيجية غربية، يصرّ الفلسطينيون على أن يكون النضال استراتيجيةً لهم لمواصلة المطالبة بحقوقهم مهما تقادم عليها الزمن.