غزة ‘القدس العربي’: حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’ من خطورة الوضع الصحي في قطاع غزة المحاصر، جراء نفاذ أربع مجموعات من لقاحات الأطفال، بينها تطعيم ‘شلل الأطفال’ بشكل كامل.

وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لـ ‘الأونروا’ أن هناك مخاطر من ‘كارثة صحية خطيرة’ سيتعرض لها أطفال في قطاع غزة بسبب نفاذ أربع مجموعات من لقاحات الأطفال، بالإضافة للقاح شلل الأطفال بصورة كاملة، لافتا إلى أن المخزون الاحتياطي وصل إلى صفر.

وأشار إلى أن المنظمة الدولية حذرت قبل شهور عديدة من الوصول إلى هذه اللحظة الخطيرة وغير المسبوقة، والتي أكد أنه سيكون لها ‘تأثيرات كارثية’ على الأطفال والمواليد الجدد.

وفي توضيحه عن حجم الأزمة الصحية قال أن لقاحات ‘الغدة النكافية’ و’شلل الأطفال’ و’الحصبة’ و’الحصبة الألمانية’ و’التطعيم الخماسي’ و’تطعيم التهاب السحايا’، نفذت تماما، وأن الوضع ‘يزداد خطورة في كل لحظة’.

وحث جميع الأطراف على تحمل مسؤولياتها الفورية تجاه ما يحدث الآن.

وأشار إلى أن الخطر يزداد مع وصول مرض ‘شلل الأطفال’ من سوريا إلى مناطق أخرى محيطة، وأنه لا يمكن ترك المواليد الجدد دون هذا اللقاح واللقاحات الأخرى، التي أكد أنها خلصت الأطفال في السابق من الأمراض الخمسة القاتلة مثل بكتريا التيتانوس والسعال الديكي وغيرها.

وتقوم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مراكزها الصحية إلى جانب المراكز الصحية التي تشرف عليها الجهات الحكومية بتلقيح الأطفال الصغار في قطاع غزة دون مقابل. وأكد أبو حسنة أن اللقاحات استطاعت أن تخفض نسبة الوفيات بين الأطفال من 150 لكل ألف مولود إلى 20 لكل ألف مولود، لكنه أشار إلى أن الأوضاع في هذه الأوقات باتت خطرة، وعاد وأكد على ضرورة التحرك السريع لإنهاء المشكلة.

وأوضح أن ‘الأونروا’ على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة، موضحا أن مسؤولية شراء اللقاحات تقع على عاتق وزارة الصحة، فيما تقوم ‘الأونروا’ بعملية التلقيح لأكثر من 70′ من أطفال قطاع غزة. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن أزمة نقص بعض لقاحات الأطفال تتفاقم يوماً بعد يوم، ما ينذر بكارثة حقيقية باتت تداهم المجتمع الفلسطيني من خلال حرمان أطفال غزة من حقهم في تلقى الجرعات المتتابعة من اللقاحات المختلفة.

وأكدت وزارة الصحة على وجود نقص حاد في بعض تطعيمات، وأشارت إلى أنه يوجد لدى السلطة الوطنية الفلسطينية كميات من بعض اللقاحات ‘لازالت محتجزة داخل الخط الأخضر وحتى اللحظة لم يتم الإفراج عنها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسبب الإجراءات المعقدة في مطارها’.

وحثت هي الأخرى كافة الجهات المحلية و الدولية ذات العلاقة بما فيها منظمة الصحة العالمية و اليونيسيف ببذل قصار جهدها لحل هذه الأزمة.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على سكان قطاع غزة منذ منتصف حزيران/ يونيو 2007، تعرقل بموجبه حركة البضائع والسلع إلى غزة.

وسبق وأن حذرت وزارة الصحة في غزة أكثر من مرة من فقدان العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية، بسبب الحصار المفروض عليها.

وقالت في تقارير سابقة أن الأرصدة الدوائية تراجعت بنسبة 30 ‘ ، حيث نفد 145 صنفا من الأدوية من القائمة الأساسية البالغة 500 صنف، وحذرت مرارا نفاذ العديد من المصنفات الدوائية.