فعاليات شتوتغارت بذكرى النكبة الفلسطينية شهدت حضورا لافتا في ألمانيا
لم تمنع الأمطار المتساقطة أعدادا كبيرة من الفلسطينيين والألمان من التردد على فعالية شهدتها مدينة شتوتغارت الألمانية مساء أمس السبت إحياء للذكرى الـ66 لنكبة الشعب الفلسطيني.
ونظمت الفعالية تحت عنوان "النكبة.. 66 عاما من تشريد الفلسطينيين"، وتضمنت معرضا شرح بتسلسل في 15 لوحة مصورة تفاصيل النكبة، وكيف كانت فلسطين قبل بدء تقسيمها، وكيف أصبحت الآن، وصولا إلى استمرار نكبة الفلسطينيين وشتاتهم في الخارج، ومعاناتهم بالداخل في ظل جدار عازل يلتهم أراضيهم يمينا ويسارا، وحصار تفرضه إسرائيل للعام الثامن على 1.8 مليون من سكان قطاع غزة، وقتلها عبر حصار معظم أنشطة الحياة هناك.
وعرضت خلال الفعالية -التي نظمتها ثلاث مؤسسات: هي التجمع الفلسطيني في ألمانيا والجاليتان الفلسطينيتان في ولاية بادن فورتمبرغ وفي ألمانيا- أشرطة مصورة حول المعاناة اليومية لسكان القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي، والتداعيات المدمرة للجدار الإسرائيلي على حياة الفلسطينيين، ومخالفة أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لكافة القوانين الدولية والمعايير الإنسانية.
كسر محرمات
وأبدى عدد من الزائرين الألمان استحسانهم فكرة الفعالية، وطالبوا بتكرارها في مناسبات أخرى، وأشاروا إلى أن هذه الفعالية كشفت لهم عن كثير من الحقائق التي كانت غير معروفة لديهم حول النكبة والمأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.
وقال مؤيد سليمان -من التجمع الفلسطيني في ألمانيا- إن تنظيم الفعالية قبل أيام من انتخابات البرلمان الأوروبي، والانتخابات المحلية بشتوتغارت، استهدف كسر محرمات موجودة في ألمانيا حول موضوع النكبة، ولفت الأنظار إلى المسؤولية الأخلاقية التي تتحملها الدول الأوروبية -خاصة بريطانيا وألمانيا- تجاه المأساة المتواصلة للفلسطينيين.
وذكر-في حديث مع الجزيرة نت- أن الفعالية تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة بدأت في الساحة الأوروبية بيوم الأسير ومؤتمر فلسطينيي أوروبا، وصولا إلى مسيرة القدس العالمية التي ستجري أمام السفارات الإسرائيلية والميادين العامة في معظم العواصم والمدن الأوروبية في السادس من الشهر القادم.
ووجه المؤرخ البريطاني اليهودي إيلان بابيه رسالة إلى الفعالية، واعتبر فيها أن ما جرى عام 1948 على أرض فلسطين مثل جريمة تطهير عرقي، حيث دُمرت مئات القرى الفلسطينية، وشُرد مئات آلاف الفلسطينيين، وذبح آلاف آخرون، وأشار إلى أن مخطط طرد المزيد من الفلسطينيين من النقب والجليل يعد استمرارا لما جرى عام 1948.
وتحدثت الناشطة الحقوقية الفلسطينية في سويسرا رانيا ماضي عن "الحاجة بعد 66 عاما من النكبة و47 عاما من الاحتلال، إلى وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب على انتهاكاتها الواسعة والممنهجة ضد الفلسطينيين".
وربط كارل شميدت -من مبادرة نيلسون مانديلا للحرية- بين ممارسات الفصل العنصري التي قام بها النظام السابق في جنوب أفريقيا ضد سكان البلاد الأصليين، وما تقوم به إسرائيل من انتهاكات مخالفة للقانون الدولي بحق الفلسطينيين".
وتعرض ألفريد نيكولاوس -من منظمة باكس كريستي الكنسية الألمانية- لما وصفها بالأوضاع غير الإنسانية لأجيال متعاقبة من الأطفال الفلسطينيين في مخيمات اللجوء بلبنان منذ النكبة.
المصدر : الجزيرة
أضف تعليق
قواعد المشاركة