"الجديلي".. غوّاص فلسطيني بدون أقدام!

منذ 8 سنوات   شارك:

حقق الشاب خليل الجديلي (24 عاماً) أمنيته بالغوص في أعماق البحر، متحدياً بذلك الإعاقة جراء فقد قدميه بعد إصابته بغارة إسرائيلية خلال العدوان الواسع على قطاع غزة عام 2008.

وجسّد الشاب الجديلي الذي يقطن مخيم البريج وسط القطاع، مقولة "لا شيء مستحيل" في مشهد أقرب للخيال منه للحقيقة بتحديه للإعاقة وغوصه بحرية مطلقة في البحر.

الجديلي الذي ينحدر من عائلة بسيطة، وجد في رياضة الغوص ضالته، بعد أن استغل رحلة علاجه في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة لتكون أولى محطات الانطلاق نحو هذا "العالم الآخر" على حد قوله لـ"الرسالة".

ويضيف صاحب البشرة القمحية " بعد إصابتي سافرت إلى إحدى الدولة الأوروبية لتركيب أطراف صناعية ومن ثم توجهت إلى دبي وبدأت أمارس حياتي بشكل طبيعي، وكان لدى الجرحى يوم مفتوح لتعليم السباحة الأمر الذي شجعني للقيام بذلك رغم خشيتي في البداية".

ورغم أن خليل لا يُجيد السباحة، إلا أن تحفيز رفقائه شكل دافعا له للمغامرة، ومع ارتدائه لبدلة الغوص ووضعه جرة الأوكسجين على ظهره انتابه شعور "لا يوصف" دفعه للإصرار على إتقان هذه الرياضة.

العديد من المحاولات إلى جانب قراءة عشرات الكتب والخضوع للدورات المكثفة التي تتحدث عن فن الغوص، أكسبت الجديلي مهارات كبيرة جعلته ينافس غيره من الغواصين الأصحاء.

وعن الغوص يتابع "هو ممارسة ومتعة وترفيه عن النفس، وقد رأيت أسرار المياه من الداخل، وأصبحت أهوى هذه الرياضة".

ومع عودته لغزة بعد تلك الرحلة "الشيقة" اختار خليل شريكة حياته وأنجب طفله الأول، قبل أن يُنهي دراسة البكالوريوس ويتخرج من قسم التجارة في الجامعة الإسلامية بغزة تخصص إدارة أعمال.

وبشكل شبه يومي يُجالس العشريني شاطئ البحر، وبنظرات ملؤها الحسرة يتابع الجديلي مد الأمواج وجزرها متحسرا على ماضيه في ممارسة رياضة الغوص يوميا وهو خارج القطاع؛ فقلة الإمكانيات وغياب "عدة الغوص" التي يمنع الاحتلال دخولها لغزة، بددت الإنجاز الذي وصل إليه، على حد وصفه.

وبعد تنهيدة طويلة تمنى الجديلي أن يمتلك ناديًا للغوص يُعلّم من خلاله الجرحى وحتى الأصحاء رياضة الغوص والوصول إلى الأعماق، "إلى جانب امتلاكه أدوات الغوص ودعم مهارته لكي تكون سنداً نفسياً ومادياً له".

وفي نهاية المطاف يبقى الشاب خليل نموذجا لآلاف الشُبان الفلسطينيين المبدعين الذين لم تمنعهم إعاقتهم من التميز وتحقيق أحلامهم بإرادتهم الصلبة. 

 

المصدر: الرسالة نت 



السابق

ناشط فلسطيني: أوضاع فلسطينيي سورية كارثية!

التالي

البروفيسور"رياض صوافطة".. عميد علماء فلسطين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزّة: السَّماءُ تمطرُ دماً!

الحزن ليس شعوراً عابراً، بل ذاكرة متجذرة في الوعي الجمعي للأمة! ما يؤلم اليوم أننا بتنا نرى الدين وقد تحوّل في بعض صوره إلى أداة ت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير