لايفارق الخوف الشابة الثلاثينية وجدان الشريف التي ترى ما تتعرض له بنات نسلها من عنف صحي في كل لحظة يمارسن فيها واجبات الأمومة او العمل وتدفعها انوثتها لتكريس معظم وقتها في توعيتهن ليصبحن أجمل وأصح.

تجلس أمام حاسوبها تتفقد تعليقات النساء عبر صفحة أنشأتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لاغراض التوعية والترويج لمواد تنظيف صديقة للبيئة ويصحبها القلق اتجاه جهل وتهميش للعنف الصحي الواضح الذي يقع على مربيات الجيل ورحم الحياة.

المهندسة وجدان الشريف ابنة البيئة البارة التي تعد من النساء الرياديات في مجال المحافظة على البيئة في فلسطين ذات الاحصائيات المرتفعة في أمراض ناتجة عن تلوث البيئة ودخول الكيماويات في معظم مجالات حياتنا تقول لراية:"الصحة والبيئة توامان سياميان فإن ساءت البيئة تأثرت الصحة فالعلاقة هنا طردية بحتة لذلك بحثت عن بدائل تقي النساء من ما تسببه مواد التنظيف الكيماوية من اضرار جسدية ووجدت في فلسطين مصنعا يوفر بديلا طبيعيا للمعقمات التي تحتاجها المرأة في حياتها تواصلت معهم وانشأت صفحة عبر الفيسبوك لترويج منتجاتهم وفوجأت بأن الكثير من النساء لا يعرفن ان هناك بدائل غير كيماوية لمواد التنظيف".

مشروع الشابة وجدان كان حلما واصبح واقعا بدأ بفكرة ان يكون متجرا فعليا يوفر منتجات طبيعية بدلا من تلك الكيماوية التي نستخدمها وتقول:" لم أملك التمويل الكافي ولا عدد المنتوجات الكبير الذي يليق بمتجر فعلي فعملت على بيع المنتجات الكترونيا عبر صفحة أديرها تحت عنوان : The Green Shop - Palestine

وعلى الرغم من ان وجدان تخرجت من جامعة بيرزيت بتخصص هندسة مدنية وبماحستير إدارة أعمال الا ان حبها للبيئة وإدراكها لخطر الكيماويات الموجودة في بيوتنا وأماكن عملنا والتي تعرضنا لأمراض السرطان جعل منها إنسانة صديقة للبيئة وقائدة لحملات توعوية وترويجية لمنتجات عضوية تحل محل مواد التنظيف التي تسبب في أخف الأحيان الى صداع وتهيج في العيون وضيق تنفس وأمراض جلدية مختلفة.

لا يقتصر عمل وجدان على الترويج فهي تعرف كل ما يتكون منه المنتج وتجربه في بيتها قبل ان تروج له وتقول:" في حال تناسب المنتج مع فكرتي اشرح لمتابعي صفحتي جميع الاستخدامات الممكنه للمنتج واختلافه عما يباع في الأسواق".

استخدامات متعددة منها التعقيم والتنظيف والتعطير للأسطح والأحذية و الخضروات والأدوات المنزلية والكهربائية والمطابخ تختلف عن ما هو شائع انها غنية بالأكسجين وخالية من الكحول ومادة الكلور ومضادة للجرائيم والبكتيريا بسبب احتوائها على مادة برويكسيد الهيدروجين التي تتحل الى أكسجين وماء بعد استخدامها.

عاداتنا اليومية والتي انطبع معظمها في عقولنا جيلا بعد آخر تسبب أمراضا سرطانية محققة وان تأخر موعدها باختلاف قدرة الجسم على مقاومة ما يمر من كيماويات الى دواخلنا بدءا من الماء الذي يحوي نسب من عنصر الكلور الكيماوي الذي يدخل في شربنا وأكلنا ومواد التنظيف والعناية الشخصية وغيرها وصولا لمادة البلاستيك الخطيرة الذي نحفظ بها اطعمتنا وماءنا ونصنع منها العاب أطفالنا.

وتقيم الشريف تجربة العمل الخاص بـ" بالصعبة الممكنة" ولكنها تحتاج الى خطط تطويرية، وأولى خططها ان توسع عملها من صفحة عبر فيسبوك الى موقع الكتروني بطاقم عمل كامل وبمنتجات عالمية عضوية كالمكياج.

تقول الشابة وجدان :" افكر باستهداف النساء وجعلهن اكثر صحة من خلال منتجات تجميل عضوية صديقة للبيئة خالية من الكيماويات والكحول والدهون الحيوانية والمواد النفطية و اتواصل الان مع شركة اجنبية تنتج أقلام "روج" عضوية وانتظر تجربة العينة لتسويقها في فلسطين بحال تناسبت مع فكرتي".

وتحتاج المنتجات صديقة البيئة ان تبقى مبردة لتحتفظ بفعاليتها.

أما أسعارها فهي معقولة ويرجع ذلك حسب صاحبة المشروع الى وجود الشركة المصنعة في فلسطين دون الحاجة الى تحمل تكاليف الشحن والجمرك وغيرها. 

المصدر: شبكة راية الإعلامية