غابات الضفة ومحمياتها.. تدمير وتناقص بفعل الاستيطان
المركز الفلسطيني للإعلام: عملية تدمير ممنهجة تتعرض لها الغابات والأحراش في الضفة الغربية من قبل سلطات الاحتلال بشكل أضر بأكثر من ثلثيها نتيجة الاستيطان وبناء المعسكرات والاستهداف الشامل للأرض.
يقول الناشط البيئي منذر حماد لمراسلنا إن الاستهداف الأخطر بدأ منذ عام 1974، حيث تعرضت كلا من الغابات الطبيعية والغابات المزروعة (التي زرعها الإنسان) بصورة كبيرة إلى التدمير.
وأردف: أن مساحات شاسعة من تلك الغابات تم مصادرتها من قبل الاحتلال الصهيوني، وإعلانها مناطق عسكرية مغلقة وقواعد عسكرية، أو لبناء المستوطنات. ومن الأمثلة على ذلك جبل أبو غنيم الذي تم تدميره بالكامل وتحويل ما مساحته 22 ألف دونم منه إلى مستوطنة صهيونية فتم تغيير المعلم الطبيعي في المنطقة بشكل كامل.
ويستذكر حماد مخيمات طبيعية خلابة مثل أحراش أم الريحان بجنين والتي صودرت خلف جدار الفصل العنصري بما تحويه من غابات وتنوع حيوي على مساحة 3000 دونم.
70% من الغابات تضررت
ويشير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن أكثر من ثلثي الغابات التي كانت تكسو معظم الأرض الفلسطينية أي ما نسبته 70.7%، تضررت بفعل الإجراءات الصهيونية.
وأوضح الإحصاء أن الغابات كانت تكسو معظم الأرض الفلسطينية قبل العام 1967، إلا أن كثيرا منها أصبحت جرداء بفعل الإجراءات الصهيونية بحق الأرض والبيئة الفلسطينية، والاستغلال البشري الجائر لهذه المصادر الشجرية.
وأشار إلى أن مساحة الغابات في الضفة والقطاع 301 كلم مربع تضرر نحو 71% منها بفعل إجراءات الاحتلال، منها 259 كلم في الضفة و42 في قطاع غزة.
تناقص مخيف
ويقول الأستاذ طالب حميد مدير الرقابة في سلطة جودة البيئة: "إن عدد الغابات والمحميات الطبيعية يبلغ 93 في الضفة و13 في قطاع غزة على مساحة 232 كلم وهي جزء مهم من المصادر البيئية وما تعرضت له فلسطين من نهب وسرقة واستنزاف من قبل الاحتلال الصهيوني كان للغابات نصيب مباشر منها".
ويشير إلى أن مجموع مساحة الأراضي الحرجية المسجلة (المقررة رسمياً) بلغ مقدار 221,933 دونما حيث نقصت بما يعادل %29 مما كانت عليه سنة 1974، ومثلت ما نسبته %3.7 فقط من مجموع الأراضي الفلسطينية. أما مجموع مساحة الأراضي الحرجية المكسوة (الطبيعية والصناعية) سنة 1974، فلقد بلغ مقدار208,536 دونما، ووصلت اليوم إلى أقل من 85,500 حيث نقصت بما يعادل %59 مما كانت عليه سنة 1974".
وأكد أن الغابات عرفت في فلسطين منذ القدم، لكن زراعتها بطريقة منظمة بدأت في عهد الانتداب البريطاني في أعقاب سن قانون الحراج والغابات لسنة 1927م.
وأشار إلى أن زراعة الأشجار الحرجية تواصلت بوتيرة متزايدة حتى عام 1971؛ حيث تجمد نشاط زراعة الأشجار الحرجية؛ بعد استيلاء سلطات الاحتلال الصهيوني على مساحات واسعة من الغابات والمراعي الطبيعية لأغراض بناء المستوطنات والقواعد العسكرية، واعتماد مناطق عديدة محميات طبيعية، وإغلاقها لمشاتل هذه الأشجار.
ونوه إلى أن المواطن الفلسطيني أحجم بعد ذلك عن زراعة الأشجار الحرجية في أراضيه الخاصة؛ خوفاً من مصادرتها من قبل سلطات الاحتلال؛ بذريعة أن الأراضي الحرجية ملكا للدولة.
سبعة أنواع من الغابات
ويشار إلى أنه يوجد سبعة أنواع من الغابات في الأراضي الفلسطينية ممثلة بما يلي: غابة الكثبان الرملية المتحركة المختلطة (مزروعة وطبيعية)، والغابة المزروعة الاصطناعية الصنوبرية، وغابة البلوط الورقية الخشبية الطبيعية المتوسطية، وغابة الخروب والسريس الخضراء، والغابة الشجرية الحرارية متساقطة الأوراق، وغابة ضفاف نهر الأردن، والغابة الملحية.
كما أن لتلك الغابات دورا هاما في الحفاظ على المناظر الطبيعية وحماية مساقط المياه. وتقع معظم الغابات في الأراضي الفلسطينية على أنواع التربة الخصبة (الوردية ، والرندزينا) وفي مناطق تتمتع بظروف مناخية ملائمة للزراعة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة