إبتلعوا طُعم جندلمان.. «صحفيون عرب» على مائدة الاحتلال
تطفو قضية التعاون والتطبيع وسفر الصحفيين إلى إسرائيل، على السطح، بين حينٍ وآخر، بدعوى عودة العلاقات العربية الإسرائيلية، وتنحية القضية الفلسطينية جانبًا.
وفى الوقت الذى تتمسك فيه عدة دول عربية بعداوتها للاحتلال فى العلن، وتأييدها للقضية الفلسطينية، فضح المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية للإعلام العربى "أوفير جندلمان"، هذا التوجه، كاشفًا عن عمق الصداقة التى تجمع بعض البلدان العربية ودولة الاحتلال، خصوصًا بعدما زار عدد من الصحفيين من دول المغرب والجزائر وتونس، "إسرائيل".
وعلى ما يبدو فإن جندلمان أراد أن يفضح الصحفيين المُطبّعين، خصوصا بعدما نشر صورة لهم وهم على باب وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقال إنهم حلّوا ضيوفًا عليها وبدعوة رسمية منها، للتعرف عليها وعلى شعبها، وإنهم صلّوا فى المسجد الأقصى وزاروا مؤسسة "ياد فاشيم" التى تُخلِّد ذكرى ضحايا الهولوكوست، والمحكمة العليا الإسرائيلية ومقر وزارة الخارجية والكنيست.
فى الغالب تتعامل دولة الاحتلال مع العرب من منطلق وضع السمّ فى العسل، فبالرغم من أنها تدرك جيدًا أن زيارة الصحفيين إليها مخالف لقوانين البلدان العربية التى تحث مواطنيها على مقاطعة دولة الاحتلال حتى تعيد أرض فلسطين لأصحابها، غير أنها أرسلت دعاوى للصحفيين بشكل رسمى، ولم تُفصح عن دعوتها ولا عن زيارة الوفد إلا بعد أن زار الوفد دولة الاحتلال، والتقط عدة صور برفقة مسؤولين إسرائيليين، لتدفعهم لمواجهة ثمن شجاعتهم وحدهم، حتى إن جندلمان تعمّد نشر صور للوفد، لكنه حرص على عدم الكشف عن هويتهم.
وبشكل عام أثارت هذه الزيارة جدلًا كبيرًا وغضبًا فى تونس والمغرب والجزائر، وعكفت كل دولة على البحث عن هوية هؤلاء الصحفيين الذين ضربوا بقوانين البلاد عرض الحائط، معلنين تمردهم عليها.
تونس
بعد أن علمت الحكومة التونسية بهذه الفضيحة، أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على الفور بيانًا قالت فيه: "إنها فتحت تحقيقًا فى هذا الأمر، وتؤكد بشكل أوَّلِى أن الصور التى عُرضت مع التغريدة لا تشمل صحفيين تونسيين، كما أنها تجدّد موقفها وموقف الصحفيين التونسيين المبدئى الرافض لأى شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال".
الجزائر
خرجت صحيفة "الشروق" الجزائرية ببيان تقول فيه إن "الوجوه التى نشرها جندلمان لم تكشف عن صحفيين جزائريين ضمن الوفد الذى يزور إسرائيل، لأن الصور أظهرت شخصيات غير معروفة على الساحة الإعلامية فى الجزائر، كما أن هناك تكتمًا شديدًا على أسماء الصحفيين ولم يتسنَ لها تحديد هويتهم".
وعلى أى حال فإن هذه ليست المرة الأولى التى يزور فيها صحفيون جزائريون دولة الاحتلال، ففى عام 2000 زار وفد مكون من 9 صحفيين تل أبيب، ومن ثم تعرضوا للضرب بالطماطم والبيض من قبل الفلسطينيين خلال الزيارة، وسببت تلك الزيارة إحراجًا كبيرًا للدولة الجزائرية آنذاك، لكونها تُعتبر الأولى من نوعها، حيث اضطُرت وزارة الخارجية لإبراء ذمتها من هذه الزيارة، فى بيان قالت فيه إن "الزيارة لا تخدم البتة مصالح الجزائر وهى لا تُلزِم إلا أصحابها".
المغرب
رغم قطع العلاقات بين المغرب وإسرائيل منذ عام 2000 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلا أن توقعات الإسرائيليين التى خرجت عام 2009، والتى تنبأت بعودة العلاقات بين البلدين إلى درجة التطبيع تحققت بالفعل.
ففى تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأسبوع الماضى، كشفت فيه أن علاقة دولة الاحتلال بالمغرب لم تنقطع بشكل كامل، حيث كان يزور المغرب بانتظام إسرائيليون للسياحة أو لحضور احتفالات دينية لليهود، لكنهم يسافرون فى رحلات غير مباشرة، إذ تتوقف الطائرة فى بلدان أوروبية مثل إسبانيا قبل المواصلة إلى المغرب.
المصدر: وكالات
أضف تعليق
قواعد المشاركة