ورشة بإسطنبول تناقش دور الإعلام بخدمة فلسطينيي الخارج
متابعة العودة- وكالات
ناقشت ورشة عمل أُقيمت على هامش فعاليات "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" المنعقد في مدينة إسطنبول التركية، الفرص والآفاق المستقبلية لمعالجة القضايا الفلسطينية في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وبحث المشاركون في الورشة التي عُقدت في ثاني أيام المؤتمر، الدور الإعلامي لفلسطينيي الخارج وقضاياهم في الإعلام، والآفاق المستقبلية لمعالجتها في وسائل الإعلام المختلفة.
ودعا الإعلامي الفلسطيني أحمد الشيخ خلال مشاركته في ورشة "الإعلام وفلسطينيي الخارج"، إلى استحداث أساليب معاصرة ومبتكرة لخدمة القضية الفلسطينية من خلال الاستفادة من التطور التكنولوجي وما تقدّمه وسائل التواصل الاجتماعي من ميزات سرعة الانتشار وسهولة الوصول إلى شرائح كبيرة من الجمهور والتأثير به.
وأكّد ضرورة إحياء الذاكرة الفلسطينية بأساليب إبداعية وجذّابة وتبنّي خطاب إعلامي جديد لتغطية الشأن الفلسطيني؛ لا سيّما من الخارج؛ بحيث يهجر البكاء على الأطلال، ويتّجه للعلم وتعزيز روح المقاومة والتشبث بالأرض، وفق قوله.
ورأى الإعلامي في قناة "الجزيرة" الإخبارية، أن فرص خدمة القضية الفلسطينية في حقل الإعلام الاجتماعي كبيرة وواعدة، داعيًا إلى عدم التعويل على وسائل الإعلام الكبيرة في إيلاء قضية الشعب الفلسطيني اهتمامًا كبيرًا، وإنما العمل من الداخل والخارج بالإمكانيات المتاحة لخدمة هذا الهدف.
من جانبه، تناول الصحفي الفلسطيني عز الدين إبراهيم، مسألة تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية خلال السنوات الأخيرة، منذ قرار القيادة الفلسطينية الدخول في مسار التسوية؛ "فمن وقتها دخلت مصطلحات التسوية والمفاوضات على حساب المقاومة".
وأشار إلى اقتصار تغطية الإعلام الرسمي لأي دولة على إبراز المواقف الرسمية للحكومات التي تمثلها، ما يعني تغييب قضايا فلسطيني الخارج؛ كقضايا اللاجئين في العراق ولبنان، والذين يتم التعاطي مع قضاياهم من منطلق إنساني فقط غير شمولي، على اعتبار أنها تفصيلات لقضايا أكبر (قضية العراق، سوريا، ...).
وذكر أن تغطية بعض وسائل الإعلام العربية الخاصّة للقضية الفلسطينية امتازت بالقوة والعمق قبل تراجعها بسبب جملة معطيات، من بينها الأزمات الإقليمية والمستجدات السياسية في الساحة العربية.
وشدّد الصحفي على أهمية ما برز مؤخرا من مبادرات مناهضة للتحريض الإعلامي الممارس ضد اللاجئين الفلسطينيين في بعض الدول العربية.
ورّد أسباب تراجع الاهتمام الإعلامي بالقضية الفلسطينية إلى جملة أسباب، تلخصّت بـ "عملية التسوية التي أضعفت القضية وغيّبت فلسطينيي الخارج"، وثورات التغيير العربي، فضلاً عن انشغال فلسطينيي الخارج بقضاياهم مع عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الداخل وتهميشها لهم.
وحول واقع الإعلام الاجتماعي، أكد الناشط الفلسطيني علي قراقع أهمية منصّات التواصل الإلكترونية في التأثير على الاحتلال، مستشهدًا بمائتي حالة اعتقال شنّها الجيش الإسرائيلي في صفوف النشطاء الفلسطينيين خلال عام 2016 على خلفية منشورات على صفحات مواقع التواصل.
ولفت إلى أن العديد من الحملات والمبادرات التي اتّخذت من العالم الافتراضي مكانا لانطلاقها تمكنت من تحقيق أهدافها وتسليط الضوء على قضايا تجاهلها الإعلام الرسمي والخاص قبل أن يثيرها نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، كقضية جدار مخيم عين الحلوة بلبنان.
ورأى قراقع أن خدمة قضايا الفلسطينيين في الداخل الشتات تبدأ بتسليط الضوء على معاناتهم وقضاياهم والمتابعة عليها، وبناء منصات فلسطينية رئيسية حقيقية، وعدم الاعتماد على ما يقدمه الإعلام العربي والدولي والذي له انشغالاته وحساباته.
ودعا إلى بناء محتوى مناسب يخاطب فلسطينيي الخارج والعالم أجمع.
وفي ختام ورشة العمل التي حضرها عشرات الأشخاص، أوصى المشاركون بتشكيل جسم إعلامي لمتابعة المؤتمر، وتدريب وتأهيل الكوادر والمواهب الفردية والجماعية، وإنشاء منصات فلسطينية للوصول لفلسطينيي الخارج، وإنتاج محتوى قادر على مخاطبة الجمهور الفلسطيني من خلال منصة إعلامية جامعة، إلى جانب التركيز على دور التعريف بقضايا فلسطينيي الخارج.
أضف تعليق
قواعد المشاركة