عندما يخرج "النور" من أزقة مخيم الفارعة
"حارة من نور"، هذا ما يمكن ان نطلقه على المبادرة الكبرى التي تمثلت بانشاء حارة فكرية نموذجية، واين؟.. في مخيم الفارعة الذي انطلقوا منه.. اطارات المركبات التالفة معلقة على الجدران بالوان زاهية، ياسر عرفات، ابو جهاد يرحبون بمن يدخل الحارة في رسومات جدارية، وام كلثوم وعبد الحليم حافظ يشعلون الحب في قلوب المارة، اما الشرفات فالورد يتدلى منها ليعطي حارة النور هذه مزيدا من الامل.
كيف يمكنني ان احافظ على الحارة؟ يقول فارس إسكندر صاحب الفكرة: لقد اشركت اهالي المخيم في العمل فالرسومات والورود هم من يحضرونها، وهم ايضا من يرويها حبا وأملا بالمستقبل الاجمل فبذلك اضمن انهم ذاتهم سيكونون الاحرص على حمايتها وبقائها.
النور لا يأتي الا من الازقة، يصف الشاب اسكندر لحظات الانطلاق الاولى: كنت اشعر بالحزن الشديد على ما يحصل داخل المخيم من احباط، ومشاكل بين الافراد، وفي هذه اللحظة قررت ان يكون لي دور في التغيير ومن هنا بدأت افكر بالطريقة ولمن علي ان أتوجه؟.
اي شاب مستهدف، الشرط الوحيد ان يكون لديه قابلية لان يقدم لمخيمه، لم تستغرق العملية طويلا فالخير وحب الوطن يسري في دماء كل فلسطيني فكيف بالذين سكن الوطن قلوبهم كما سكن حارات الوطن الصغير؟.
15 شابا تجمعوا اول مرة لعرض افكارهم، وهنا كان الاسم (نور من الازقة) يخرج النور الى النور وينطلق كأول نشاط وكان ترميم بيت في المخيم.
تقسيم المهام كان ضروريا فهذا يجمع الاموال من اهل الخير والاخر يذهب الى الامن الوطني ليطلب عونه وثالث يتوجه الى لجنة الخدمات، وليس بالمصادفة ان يستجيب الكل بشكل سريع ويتم توفير ما يقارب 50 الف شيكل لاتمام العمل على اكمل وجه.
النشاط الاول كان دافعا الى ما بعده فالمجموعة تكبر وجامعة النجاح تحتضنها ويصل العدد الى 500 متطوع ما يزيد على نصفهم من الاناث وما ميزهم اكثر كونهم من كافة انحاء الوطن، وحتى ابناء الداخل الفلسطيني حجزوا مكانهم بفاعليه داخل المجموعة.
الاعمال التطوعية تتوالى، هنا يرممون بيتا وهناك يرسمون على جدران مدرسة واخرون يشكلون مجموعة غنائية ستغرد افواههم في ايام مقبلة، المجموعة لا تحصر نفسها في شيء.
يقول اسكندر المؤسس ورئيس هيكلية المجموعة، عندما علموا ان الشاعرة اسراء صوالحة الحاصلة على المرتبة الاولى في القاء الشعر على مستوى الضفة الغربية لعام 2013 بحاجة الى دعمهم ليرى شعرها نورا مما جاؤوا به، فكانت المبادرة لجمع ابياتها بين دفتي كتاب ولو بعدد نسخ قليلة.
مجموعة نور من الازقة تنطلق الان في جامعات الوطن بقاعدة جماهيرية عريضة، ويعد اسكندر اوراقه للتوجه الى المؤسسات الحكومية المختصة لتصبح المجموعة جمعيه قانونية معترف بها رسميا، وهذا ما برره اسكندر بان مشاكل التمويل يمكن ان يتم حلها بهذه الخطوة وكذلك هناك عقبات بالتنسيق أحيانا، لان المجموعة تحتاج الى كتب رسميه في تعاملاتها، وهكذا يمكننا ان نتخطى كافة العقبات لنصل الى فلسطين، كل فلسطين، بتجاربنا ونجاحاتنا التي نرى بانها يمكن ان تضيف ولو شيء بسيط الى الامل الذي غاب ويغيب عن الشارع الفلسطيني.
المصدر: القدس دوت كوم
أضف تعليق
قواعد المشاركة