أعلام الثقافة في فلسطين (14)

المفكر الفلسطيني الراحل "سالم جبران" ترك بصماته القوية على مجتمعنا

منذ 9 سنوات   شارك:

شبكة العودة الإخبارية

لفت "سالم جبران" الانتباه والإهتمام بشعره قبل أن ينتقل للعمل الإعلامي والسياسي مناضلاً ومثقفاً ثورياً، وتميز بأسلوبه وقدرته على الخوض في المضامين الجوهرية للمواضيع التي تناولها في كتاباته. وشكلت مساهمات سالم جبران الفكرية والسياسية قفزة اعلامية للإعلام العربي في "إسرائيل" خاصة، وللإعلام العربي على وجه العموم.

سالم ليس مجرد كاتب آخر، إنما سياسي مجرب تمرس في النضال اليومي والنشاط الحزبي السياسي والاعلامي والتنظيمي. ترأس رئاسة تحرير مجلة الشباب "الغد"، ليبرز بقدراته على معرفة ما يهم الشباب العربي ولا نبالغ بالقول أنّ الأجيال التي تثقفت على مقالات سالم ومحاضراته، هي حتى اليوم الوجه الناصع لشعبنا، والأكثر تحملا للمسئولية والتضحية.

في فترة رئاسته لتحرير جريدة "الاتحاد" شهدت الصحيفة قفزة اعلامية كبيرة. وكذلك حرر مجلة الجديد "الثقافية" ويمكن القول بلا تردد انها فترة "الجديد" الذهبية من حيث المضمون والانتشار الواسع.

إستقال سالم من عضوية الحزب الشيوعي، واستقال من رئاسة تحرير صحيفة الحزب "الاتحاد" في حدود العام 1992. ولكنه ظل سالم صاحب المواقف السياسية الواضحة، والمفكر القادر على التأثير الإعلامي والفكري على المجتمع العربي وعلى أوساط واسعة جدا من المجتمع اليهودي.

سالم عرف بشعره الإنساني، وهو من مؤسسي القصيدة الوطنية في شعرنا، كان تالحب معياره للثورة وليس بالكلمات الكبيرة الفارغة من المضمون، وللدلالة قصيدته الرائعة عن حب الوطن:

كما تحب الأم
طفلها المشوها
أحبها
حبيبتي بلادي
وعلى أثر نكسة حزيران 1967 كتب:
هزّي من الأعماق، يا عاصفة الهزيمة
عالمنا الشّائخ
فليدمر الإعصار كلّ التّحف القديمة ناسا وأفكارا
ليحرق لهب الثّورة كلّ أراضينا
كي لا تحاك، من جديد، فوقها مهزلة
كي لا تعاد، من جديد، فوقها جريمة
عملاق هذا العصر، هبّ اطلع النّصر
فكلّ السّابقين أطلعوا الهزيمة

لم ينشر سالم جبران من مقالاته وقصائده على الانترنت، إلاّ بعضها القليل، لأنه من جيل لم تُتح له الفرصة والوقت للدخول في هذه الشبكة. ومن المؤسف أنّ الكثير من اعماله الفكرية ومقالاته هي في ارشيفات مجلة "الغد" وجريدة "الاتحاد" ومجلة "الجديد" ومجلات وصحف أخرى صدرت خارج البلاد كتب فيها اسبوعيا. وآمل ان يقوم الحزب الشيوعي، الذي أمضى فيه سالم جبران زهرة عمره بالمساعدة في جمع كتابات سالم من صحفه ومجلاته ليتسنى إصدارها.

خطاب سالم جبران السياسي كان خطاباً مميزا ليس من السهل مواجهته، وقد برز بمحاضراته في الوسط اليهودي ومقالاته التي نشرها في الصحف العبرية. وقد استحوذ على اهتمام يهودي واسع جدا رغم مواقفه النقدية للسياسات التي تمارسها المؤسسة الحاكمة والأحزاب اليمينية ضد الجماهير العربية.

إلاّ أنّ أسلوبه الذي اعتمد الحقائق والطرح الواضح العقلاني وغير المهادن، أكسبه انتباه المجتمع اليهودي. ويمكن القول انه مفكر كان يخاطب العقل وليس المشاعر.

مسيرة سالم جبران الفكرية والإعلامية والثقافية تحتاج الى مداخلات عديدة لا بد لجهات ثقافية وطنية تقوم على تقييمها.
 



السابق

فلسطينيو مخيم خان الشيح النازحون إلى تركيا.. عذاباتٌ مستمرة ونداءات استغاثة

التالي

ندوة في البرلمان البريطاني تناقش الوضع الإنساني في فلسطين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير