طفل فلسطيني يدفع الكنديين للتعاطف مع أسرة سورية والتكفُّل بها.. فماذا فعل؟
العودة- هافينغتون بوست
عمره لا يتجاوز 9 سنوات إلا أن الطفل الفلسطيني يحيى شريم، يدرك جيداً مدى أهمية مساعدة الآخر، فقد جمع 30 ألف دولار وتكفَّل بأسرة سورية.
جاءت الفكرة عندما بدأ يحيى في مشاهدة صور الأطفال السوريين عبر وسائل الإعلام، وعبَّر لوالديه عن رغبته في أن يكون له أخ من سوريا، وإن كان له أخ أكبر يبلغ 11 سنة، وآخر أصغر منه بخمس سنوات.
يقول يحيى الذي يحمل أيضاً الجنسية الكندية إنه كان يتألم كلما شاهد صور الأطفال السوريين، فرغب بأن يكون سبباً في مساعدة أحدهم عبر إحضار أسرة سورية لها أطفال من عمره.
بدأ بادخار مصروفه حتى يجمع المبلغ المطلوب للتكفل بأسرة سورية، فكر الطفل بطلب المساعدة من الآخرين، وبدأ بأصحاب المحلات التجارية الكبيرة والبنوك، ويقول: كنت أذهب كل يوم في جولة لأشرح الأمر، وأطلب المساعدة من الناس، ووجد تجاوباً في المجتمع الكندي، إذ وافق عدد من أصحاب المحلات على وضع حصالة النقود في محلاتهم لكي يقرأ الناس ما كتب عليها ويتبرعوا بالمال، وقد اختار يحيى عبارة "ساعدوا في دعم السوريين" لكسب تعاطف الكنديين.
وأوضحت نيفين شريم والدة الطفل أن اليوم الأول كان صعباً، حيث ظل يحيى واقفاً مع حصالة النقود لمدة خمس ساعات يكلم الناس ويطلب منهم التبرع.
وتضيف أن الأمر صار أسهل بعد أن سلطت وسائل الإعلام في مدينة كامبريدج بكندا الضوء على حكاية يحيى، وقد وزع 30 حصالة على المحلات التجارية وبعض البنوك ما شجع المجتمع الكندي على التبرع.
تمكن يحيى من جمع حوالي 17 ألف دولار وقام رفقة والدته بزيارة أحد رجال الأعمال الكنديين لطلب بقية المبلغ، وتشير والدة الطفل أن رجل الأعمال سبق وتبرع بمليون ونصف المليون دولار لدعم اللاجئين السوريين، ولم يمانع مساعدة يحيى في استكمال الأوراق الرسمية لكفالة الأسرة السورية وتقديمها للسلطات الكندية لتصل الأسرة قبل أسبوع إلى كندا.
بدا يحيى سعيداً بالعائلة السورية التي تسكن في منزل العائلة في انتظار انتقالهم، ويقول الطفل: أشعر أنهم أسرتي.
ولم يخف محمد برهان رب الأسرة السورية اللاجئة التي دخلت كندا بكفالة من يحيى سعادته، وقال: إن خبر حصولهم على الكفالة أسعد الأسرة كثيراً خاصة بعد معرفة أن الأسرة الكفيلة هي من أصول عربية.
ويقول إن أسرة يحيى بدأت بالتواصل معهم مباشرة قبل البدء بإجراءات قبول الملف إذ أرسلت السيدة نيفين روابط المقابلات والجهود التي قام بها يحيى لأجلنا، إنه عمل رائع أن يحمل طفل مثل هذه الهمة والروح الإنسانية الطيبة وكل إنسان يتمنى لابنه أن يقتدي بيحيى.
أضف تعليق
قواعد المشاركة