نسبة الفقر تخطت 93%.. كيف سيكون رمضان في مخيمات لبنان ؟!
![]() ![]() |
شبكة العودة الإخبارية – إبراهيم ديب
يعيش لبنان بشكل عام والمخيمات الفلسطينية بشكل خاص أزمة اقتصادية خانقة منذ العام (2019)، في ظل الارتفاع الجنوني للدولار والانهيار التاريخي للعملة اللبنانية، وقد لامس سعر الدولار هذا اليوم 110 آلاف ليرة لبنانية، فانعكس على حياة اللاجئ الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، ابتداءً من ارتفاع أسعار الخضار واللحوم والدجاج مروراً بقارورة الغاز واشتراك الكهرباء والإنترنت وغيرها.
حالة هستيرية لدى اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الذين تخطّت نسبة الفقر بينهم 93%، بعد ارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية خاصة أنّنا على أبواب شهر رمضان المبارك، في وقت ما زال أغلب رواتب العاملين المياومين بالليرة اللبنانية.
في مقابلة أجرتها شبكة العودة الإخبارية مع أحد العمال في مخيم البرج الشمالي، يقول الحاج أبو أحمد إنّ راتبه ما زال على الليرة اللبنانية، حيث يتقاضى راتباً وقدره 5 ملايين ليرة، أي أقل 50 دولاراً أمريكي.
المهندس (س.د) من مخيم عين الحلوة الذي كان يعمل في إحدى الشركات العقارية الرائدة، يقول "بعد تدني الرواتب قررت اللجوء إلى العمل الخاص، حيث كنت مهندساً في إحدى الشركات ولكن ما زال راتبي على الليرة اللبنانية لم يتجاوز 3 ملايين، لذلك قررت افتتاح محل لبيع المنظفات والمعطرات وغيرها، لتذهب شهادتي هباءً منثوراً".
ورغم أنّ أغلب الشركات والمؤسسات تبيع منتجاتها وفقاً لصرف الدولار، إلا أنّها تتقاعس على إعطاء الحق للعاملين والموظفين الذين لم تعد رواتبهم تكفي لشراء قارورة غاز وفاتورة اشتراك وغيرها، وفي ظل تقاعس وكالة الأونروا ، تسأل الحاجة أم حسين من مخيم المية ومية "أين دور وكالة الأونروا في تخفيف الأعباء عن اللاجئين، خاصّة أنّنا نعيش أزمة اقتصادية خانقة"، وتقول الحاجة أم حسين "أقوم بشراء أغلب الأدوية الشهرية من الصيدليات بسبب عدم توفرها في عيادة الأونروا، وثمنها أصبح مكلفاً جداً خاصّة أنّه لا معيل لي سوى الله".
يأتي رمضان هذا العام مختلفاً تماماً بنكهة اقتصادية خانقة، بعد تدني الأجور وارتفاع نسبة البطالة والغلاء الفاحش في أسعار السلع والبضائع الأساسية التي يجب أن تتوفر في كل بيت، ناهيك عن أجور المنازل التي أصبح أقلها 50 دولاراً في ظل تقاعس وكالة الأونروا التي تتعامل مع الأزمة الخانقة كأنها حياة طبيعية، وتقلّص خدماتها تحت ذريعة عدم توفر الميزانية المالية الكافية.
القلق يسود المخيمات، خوفاً من تواصل التدهور والانهيار والعجز عن تأمين الحاجيات في هذا الشهر الكريم.