إبداع بين القرآن والشهادة المتوسطة لابن 16 ربيعاً
شبكة العودة الإخبارية – إبراهيم ديب
قد لا تتعجب حين تسمع بطالب فلسطيني مجتهد يعيش في أحد المخيمات الفلسطينية جنوب لبنان قد حصل في الشهادة المتوسطة على تقدير امتياز، لكنك تتعجب حين تسمع عن همة هذا الطالب في حفظ كتاب الله تعالى ونجاحه في العام نفسه بتقدير امتياز في شهادة "البريفيه".
بالعادة ينشغل الطلاب بدراستهم وتفوقهم ولا يشغلهم أيُّ أمرٍ آخر، لكن الطالب الاستثنائي المميز المجتهد حاتم أحمد شهابي ابن 16 ربيعاً أبدع بين القرآن الكريم والشهادة المتوسطة، فبدأ رحلته في مشروع حفظ كتاب الله تعالى بعد توجيه والدته التي لها فضل كبير بعد الله سبحانه وتعالى.
نشأ وترعرع الطالب حاتم في أسرة ملتزمة، وهو يتيم الأب لكنه أخذ على عاتقه أن يسير على خُطى الصالحين، فانتسب إلى أكاديمية رياض الجنة التي تعمل منذ سنوات في تحفيظ القرآن الكريم وخرَّجت أكثر من 14 حافظ لكتاب الله في مخيم البرج الشمالي وما زالت مستمرة في هذا المشروع الرباني.
يُذكر أنَّ الطالب حاتم ينتسب إلى مشروع "القرآن ربيع قلبي" الذي ينفتح على أكاديمية رياض الجنة، وخلال المقابلة التي أجرتها شبكة العودة الإخبارية قال الطالب حاتم "الهدف من العلم هو الوصول إلى المرحلة الجامعية للمساهمة في تخفيف أعباء الحياة المعيشية عن أهلي خصوصاً والدتي التي تعبت وضحّت وما زالت حتى أصل لمراحل متقدمة".
لكن الذي دفعني لحفظ كتاب الله تعالى هو أن أُلبس والديَّ تاج الوقار يوم القيامة، حيث الفضل الكبير بعد الله سبحانه لوالدي الذي توفي منذ صغري وسارت على دربه والدتي التي أدعو الله أن يحفظها ويجزيها عني كل خير.
وأضاف أيضاً "أعمل منذ الصغر على تغذية عقلي فكرياً لأنني صاحب قضية، وحفظت كتاب الله لأساهم في دعم شعبي ووطني المسلوب، كما أنني لا أكتفي بالحصول على شهادة جامعية، بل حلمي بأن أبني مشروعي الخاص الذي أحلم به منذ الصغر لأساهم في تخفيف الأعباء عن أبناء مخيمي البرج الشمالي".
وعندما سألناه عن الهدف الأساسي من حفظ كتاب الله قال "في البداية كان الدافع هو أختي التي هي أكبر مني سنّاً وكنت آنذاك صغير السن، لكنني أدركت أثر حفظ كتاب الله وبركته، ثم التقيت بالشيخ عمر زعيتر حفظه الله الذي كان له فضل بعد الله سبحانه في حفظي لكتاب الله عبر متابعته لي من خلال أكاديمية رياض الجنة".
وختم حديثه مع شبكة العودة الإخبارية "أحمدُ الله على نِعمِه التي لا تُعد ولا تُحصى، كما أحمد الله على نعمة والدتي التي أرشدتني إلى طريق الخير فكانت توقظني فجراً لأذهب إلى الدرس العلمي، كما أنني رافقت عدداً من الأخوة والأصدقاء الذين أعطوا لحياتي جمالاً وتمسكاً بديني بسبب مرافقتي لهم".
كثير من الطلاب نجحوا في الشهادة المتوسطة، لكن لم نسمع هذا العام بأنّ هناك طالباً جمع بين القرآن والشهادة المتوسطة، فهذا أمر يستحق التقدير.
في ظل الغزو الفكري الذي يغزو أبناء شعبنا الفلسطيني، ترى شاباً مثقفاً ملتزماً خلوقاً لم يتجاوز عمره 16 ربيعاً يتمسك بكتاب ربه لينال رضاه في الدنيا والآخرة، ويُبدع في الشهادة المتوسطة لينال درجة الامتياز، فهنيئاً لك يا حاتم.
أضف تعليق
قواعد المشاركة