"صرخة غزة... وستُسألون"
سمية مصطفى علي
كاتبةستسألون وستحاسبون
عن شيخٍ شريد
وطفلٍ شهيد
عن أمٍ مات رضيعهُا
وثكلى ما جف دمعُها
عن بنتٍ تئن من شدة الجوع
وعينٍ تبكي دما بدل الدموع
عن شيخٍ نهشته الكلاب
وامرأةٍ دفنوها في التراب
عن فتىً ضاع شبابه
وآخر استشهد أحبابه
عن بكاء يتيمٍ في جنح الظلام
يحتسب عليكم والناس نيام
ستسألون وستحاسبون
عن سفرةٍ ثمنها مليار
ونحن جوعى يا للعار
عن استقبالٍ لقاتلٍ وكأنه صديق
وكأنه حاكمٌ عادلٌ أصاب الطريق
عن أرضٍ وطأتها قدمُ رسول الله
كيف رضيتم أن يدنسَها عدوُ الله
عن أموالٍ اقترفتموها
وبحبٍ لقاتلنا أهديتموها
عن غازٍ تهدونه وبترول
لعدونا ليقومَ بالأصول
عن جماركَ الحج والعمرة
نُقتل ونباد بها في كل مرة
عن معابر وحواجز مغَلَّقة
وقلوبٍ تظل بربها معلَّقة
عن طيرٍ يموت من الجوع
فكيف بقطاعٍ مكلومٍ موجوع
عن صمتٍ مُريبٍ عمَّ الأرجاء
وكأن القصفَ زينةٌ وأضواء
لا تقولوا ما باليد حيلة
بإمكانكم ألف وسيلة
قِفوا صفا في وجه الحكام
أعلِنوا الإضراب عن الطعام
أغلِقوا المحال التجارية
أعلنوها بصوت الحرية
اصرخوا بصوت العزة
لن نأكلَ حتى تشبعَ غزة
أغلِقوا كل المحطات
أوقِفوا كل السيارات
من المخابز لا تشتروا
والقمح في غزة انثروا
اصرخوا في كل المدارس والمنابر
لن نصمتَ حتى تفتحوا المعابر
إلا إذا كنتم رضيتم الهوان
ونزلتم منازل الشيطان
حينها فأنتم الخسارى والأموات
أما نحن فلنا النعيم والملذات
أضف تعليق
قواعد المشاركة