"من مشفى غزة... طفل يناجي أمه: سامحيني على حزنك"
سمية مصطفى علي
كاتبةأمي لا تبكيني إذا أتاك خبرُ اســ.ــتشــ.ــهادي
فهذا يعني أني لم أمت أمام ناظريك في كل دقيقة ألف موتة،
أمي أنا أحتمل الجوع والعطش ولكن لا أطيق النظر إلى وجهك وهو يتألم على حالي ومرضي وجوعي.
أنا لا أتحمل أن أرى الحزن في عينيك وأنت تنظرين إليَّ تودعينني بنظراتك كل دقيقة ألف مرة.
أمي برضاك ادعي الله لي أن يختار لي الموتة الأسهل والأسرع وافرحي لي إن نلتها.
فالجوع وسوء التغذية أصعب بكثيرٍ عليَّ من الموت السريع.
ليس لأني لا أقوى عليه .... لا والله بالعكس فأنا غــــ.ــزيٌ صلبٌ عنيد أستمد قوتي من خالقي ثم من صلابتكِ، ولكني أنهار أمام الحزن الذي في عينيك....
أشعر بخوفكِ وأنا نائم بينما ترقبين شهيقي وزفيري مخافة أن يتوقف فجأة....
أشعر بالذنب عندما أراكِ وقد انتفضتِ من غفوتكِ التي لم تتجاوز الخمس دقائق خوفاً عليَّ من أن يصيبني شيئٌ أثناء غفوتك.....
تضعف قواي فلا أنا أستطيع البكاء ولا أنا أقوى على الكلام.
أماه سامحيني لأني أحزنتُ قلبَك وجعلتُه يتألم على حالي.
رسالة من الطفل الغـــ.ـــزي الملقى على سرير المشفى ـــــ إن وجد له واحداً ينام عليه. ــــ ينتظر حتفه ومنيته وأمه ترقبه ولا تملك له إلا الدعاء والبكاء والرجاء

أضف تعليق
قواعد المشاركة