من هم "الجميع" الذين أحبوا خطة ترامب في غزة؟
فايز أبو عيد
إعلامي فلسطينيفي تصريحاته المثيرة للجدل حول غزة، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن "الجميع" أحبوا خططه المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والاستيلاء عليها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: من هم "الجميع" الذين يقصدهم ترامب؟ وهل هذه التصريحات تعكس الواقع أم مجرد محاولة لتعزيز صورته السياسية؟
وكان ترامب صرح يوم الثلاثاء المنصرم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتهجر سكانه إلى دول أخرى تمهيدا لإعادة تطوير القطاع عسكريا واقتصاديا، و"تحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط"، على حد تعبيره.
بعد البحث والتقصي تبين أن ترامب يقصد بهذه التصريحات مجموعة من الأطراف المقربة منه التي رحبت بسياساته أو استفادت منها، وهي:
إسرائيل: التي تعتبر المستفيد الأكبر من سياسات ترامب في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالاستيلاء على قطاع غزة وخطته الرامية إلى تهجير 2.2 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
بعض الدول العربية التي وقعت اتفاقيات "إبراهام" للتطبيع مع إسرائيل، قد تكون ضمن "الجميع" الذين يقصدهم ترامب، هذه الدول رأت في سياساته فرصة لتحسين العلاقات مع إسرائيل تحت غطاء "السلام".
أنصار ترامب السياسيون: داخل الولايات المتحدة، يشير ترامب إلى قاعدته الشعبية المؤيدة له، خاصةً الذين يدعمون إسرائيل بشكل كبير ويؤيدون سياسية التطهير العرقي ويتعبرونها جزءًا من أجندتهم الدينية والسياسية.
وعلى الرغم من حديث ترامب عن "الجميع"، فإن الواقع يظهر أن غالبية الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية رفضت مخطط تهجير سكان قطاع غزة بشدة وهم:
- الشعب الفلسطيني كان الأكثر تضررًا من سياسات ترامب، حيث رأى فيها محاولة لتصفية قضيته الوطنية، وضربة قاضية لأحلامهم في العودة والاستقلال.
- جامعة الدول العربية التي أكدت أن المخطط الذي تحدث به ترامب "ينطوي على ترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين المرفوض عربيا ودوليا، والمخالف للقانون الدولي، وهذا الطرح يمثل وصفة لانعدام الاستقرار، ولا يسهم في تحقيق حل الدولتين، الذي يمثل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي المنطقة على اتساعها".
- العديد من الدول والمنظمات الدولية رفضت خطة ترامب واعتبرتها بمثابة تطهير عرقي للشعب الفلسطيني،
- النشطاء الحقوقيون والإنسانيون انتقدوا بشدة سياسات ترامب، مشيرين إلى أنها تعزز الاحتلال وتزيد من معاناة الفلسطينيين.
أخيراً يمكن القول إن حديث ترامب عن "الجميع" الذين أحبوا خططه في غزة هو تبسيط مخل للواقع، بينما تعتبر إسرائيل هي المستفيد الأكبر من هذا المخطط، في حين أن أغلب الفلسطينيين والمجتمع الدولي رفضوا هذه الخطط بشدة.
والذي يجب أن يعلمه ترامب وغيره ممن يدعون الديمقراطية والإنسانية وحماية حقوق الأقلية ويتشدقون بحرية التعبير وشعارات الحرية أن "غزة ملك للفلسطينيين، وستظل جزءا من فلسطين، غزة ليست أرضا للبيع ولن تكون وسيبقى سكانها الصابرين المحتسبين متمسكين بأرضهم رغم الدمار والمجازر والحصار الذي حل بهم، والقضية الفلسطينية ليست مجرد صفقة يمكن حلها عبر التهجير أو التطبيع، بل هي قضية حقوق وإنسانية تتطلب حلولاً عادلة ومستدامة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة