اليمن ونزار بنات: رمزُ العزَّةِ والشَّجاعةِ!
محمود كلّم
كاتب فلسطيني
اليمنُ، أرضُ الجبالِ الشامخةِ والأوديةِ الخضراءِ، مهدُ الحضاراتِ وأصلُ العربِ العاربةِ، أرضُ الطيبينِ، حيثُ نبتت أشجارُ الشرفِ والنخوةِ، وعانقت سماؤها صروحُ الكبرياءِ والكرامةِ. إنَّها أرضُ الأبطالِ التي قدَّمت للعالمِ نماذجَ من الشجاعةِ في أبهى صورِها. ولم تكنِ اللغةُ العربيةُ مجردَ لسانٍ يتحدثُهُ اليمنيونَ، بل جزءاً من روحِهم وهويتِهم المستمرةِ، نابعةً من عمقِ هذه الأرضِ الطيبةِ.
من اليمنِ انطلقت أعرقُ الحضاراتِ العربيةِ، مثلَ سبأٍ وحضرموتَ، حيثُ كانتِ القوافلُ تسيرُ في دروبِ التاريخِ، حاملةً العلمَ والحكمةَ. هذا التاريخُ، الذي يتنفسُ العظمةَ، يروي فصولاً عن عزةِ النفسِ والمجدِ، ويخلِّدُ أعمالاً شقَّت طريقاً نحوَ الكرامةِ.
إن هذا الإرث الثقافي العظيم يظل شاهداً على قدرة هذه الأرض على الحفاظ على جوهرها الأصيل.
أسَّسَ أبناءُ هذه الأرضِ حضارةً غنيةً بالتقاليدِ والقيمِ الأصيلةِ التي تعكسُ قوةً وعزيمةً لشعبٍ لا يلينُ.
هم أصحابُ الوفاءِ والعزَّةِ، وقد ورثوا الحكمةَ والشجاعةَ من أسلافِهم، ما جعلهم في طليعةِ المدافعينَ عن شرفِ العروبةِ.
في مواجهةِ التحديات، أثبتوا أنهم لا يقبلون المساومة على تاريخهم ومبادئهم.
لن تقوى أيُّ قوةٍ على تهديدِ تاريخِهم، لأنه أسطورةٌ خالدةٌ.
الشعبُ اليمنيُّ يحملُ في قلبِهِ تراثاً من الشجاعةِ والإباءِ، وعاشَ بشجاعةِ الفرسانِ على مرِّ العصورِ.
يُقالُ دائماً: "أبناءُ اليمنِ لا يعرفونَ الخضوعَ"، وقد أثبتوا ذلكَ بأفعالِهم التي دحضت الاستسلامَ. الكرمُ جزءٌ لا يتجزأُ من كينونتِهم، وهو ما جعلهم نموذجاً يُحتذى به في الشجاعةِ والوفاءِ.
لقد شكلت اليمنُ رمزاً للشرفِ في الوطنِ العربيِّ، حيثُ ترفعُ الكرامةُ شعاراً في مواجهةِ الظلمِ. على مرّ الزمنِ، أثبتت أنَّ الشجاعةَ تُولدُ من إرادةٍ مستمدةٍ من أرضٍ شامخةٍ لا تعرف الانكسار.
مواقفُ اليمنِ من القضيةِ الفلسطينيةِ هي خيرُ دليلٍ على تمسكِها بقيمها. فاليمنُ لا يكتفي بالكلماتِ، بل يترجمُها إلى أفعالٍ راسخةٍ في الذاكرةِ.
دعمهُ لفلسطينَ ليسَ وليدَ اللحظةِ، بل سلسلةٌ طويلةٌ من المواقفِ المتواصلةِ عبرَ العصورِ.
هذا الدعمُ نابعٌ من قلوبٍ تعشقُ العروبةَ، وتعتزُّ بالحريةِ لشعبِ فلسطينَ في غزةَ وفي كلِّ شبرٍ من أرضِها.
اليمنُ، بجبالِهِ الشامخةِ وأرضِهِ الطيبةِ، يتقدمُ طليعةَ المدافعينَ عن الحقوقِ العربيةِ. مواقفهُ ليست تصريحاتٍ فقط، بل أفعالٌ سجلها التاريخُ، لتبقى رمزاً للشجاعةِ والعزةِ.
وفي خضمِّ الحديثِ عن اليمنِ، يبرزُ اسمُ الشهيدِ نزار بنات، الذي قدَّمَ حياتهُ ثمناً للحقِّ والحريةِ، وأشادَ بشعبِ اليمنِ ومواقفهِ المشرفةِ.
نزار بنات كان يرى في هذه الأرضِ رمزاً للشجاعةِ والنخوةِ، وأرضاً لن تساومَ على كرامتِها.
لم يكن موقفُهُ مجردَ كلامٍ، بل شعوراً نابعاً من قلبٍ عربيٍّ أصيلٍ، مليءٍ بالعزةِ والإباءِ.
برحيلِهِ، يبقى نزار بنات مثالاً لمن وقفوا مع الحقِّ دونَ مساومةٍ، تماماً كما لم يساومِ اليمنُ يوماً على مبادئِهِ.
قدَّمَ نموذجاً للوفاءِ والشجاعةِ، لتظلَّ ذكراهُ وذكرى اليمنِ خالدةً في وجدانِ كلِّ عربيٍّ.
ختاماً، نحنُ الشعبَ الفلسطينيَّ، نرفعُ الكوفيةَ احتراماً للشعبِ اليمنيِّ الأبيِّ، الذي لم يتوانَ يوماً عن الوقوفِ مع قضايا الأمةِ العربيةِ، وعلى رأسِها فلسطينَ. هذا الشعبُ العظيمُ، الشامخُ كجبالهِ، يُثبتُ أنهُ رمزٌ للشجاعةِ والكرامةِ، وسيبقى عنواناً للنخوةِ والعروبةِ الأصيلةِ.
أضف تعليق
قواعد المشاركة