الذكاء الاصطناعي في خدمة الاغتيالات: استهداف المقاومين في فلسطين ولبنان

منذ 10 أشهر   شارك:

محمود كلّم

كاتب فلسطيني

شهدت منطقتنا العربية، وخصوصاً فلسطين ولبنان، في العقود الأخيرة، العديد من عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات بارزة، من قادة المقاومة.

ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) جزءاً من الأدوات التي تستخدمها القوى المعادية لتنفيذ هذه العمليات بدقة وفعالية أكبر. وقد أحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً في طرق الرصد والاستهداف والتنفيذ في العمليات العسكرية والاستخباراتية.

سأستعرض في هذا المقال دور الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال في كل من فلسطين ولبنان.

 

1. استخدام الذكاء الاصطناعي في الرصد والمراقبة:

أحد أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال هو الرصد والمراقبة المستمرّة. تعتمد الأجهزة الاستخباراتية على تقنيات متطورة مثل أنظمة التعرف على الوجوه والتتبع الذكي لتحديد مواقع الأهداف المستهدفة.

 

أنظمة التعرف على الوجوه: أصبحت كاميرات المراقبة وأنظمة الأقمار الصناعية المدعمة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل ملامح الوجوه بشكل أسرع وأكثر دقة. يمكن لهذه الأنظمة التنبؤ بمواقع الأفراد المستهدفين في الوقت الحقيقي، ما يساعد في تتبع تحركاتهم عبر مناطق جغرافية شاسعة.

 

الذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة:

من خلال استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) المدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن تتبع الأفراد المستهدفين بشكل دقيق، بل وتحديد اللحظة المناسبة لاستهدافهم. هذه الأنظمة تعمل بشكل مستقل في كثير من الأحيان وتستطيع تحليل البيئة المحيطة واختيار الأهداف الأمثل.

 

2. التعرف على الأنماط والسلوكيات

أداة أخرى للذكاء الاصطناعي تكمن في تحليل البيانات الكبرى (Big Data) والتعرف على الأنماط. يتم جمع البيانات من مصادر متنوعة مثل:

 

وسائل التواصل الاجتماعي: التي قد تحتوي على معلومات تتعلق بتحركات الشخصيات المقاومة أو حتى تصريحاتهم.

 

البيانات الاستخباراتية: التي يمكن أن تشمل تقارير على الأرض عن تنقلات الأفراد وأنماط التواصل.

 

يعمل الذكاء الاصطناعي على دمج هذه البيانات وتحليلها لاكتشاف الأنماط السلوكية للأفراد المستهدفين. هذه المعلومات تساهم في تحديد التوقيت والمكان الأنسب لتنفيذ العمليات، مما يزيد من دقة ونجاح عمليات الاغتيال.

 

3. الاستهداف الدقيق باستخدام الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تُحسّن بشكل كبير من قدرة القوى المعادية على الاستهداف الدقيق. على سبيل المثال، استخدام الطائرات المسيّرة (الدرونز) التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي لتنفيذ اغتيالات دقيقة.

 

الأنظمة الذكية قادرة على تحديد الموقع المستهدف بشكل دقيق وتصفية الأهداف بناءً على معايير محددة، مثل الوقت، الموقع، والبيئة المحيطة.

 

الاستهداف عبر الأنظمة المدعمة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يتضمن استخدام صور عالية الدقة وتحليل مواقف الأشخاص الذين يتواجدون في المكان المستهدف.

 

4. التنفيذ التلقائي للعمليات

 

من خلال الذكاء الاصطناعي، تتمكّن القوى المعادية من استخدام الأنظمة الذاتية لتنفيذ عمليات الاغتيال دون الحاجة لتدخل بشري مباشر. هذه الأنظمة تعتمد على التعلم الآلي والخوارزميات المعقدة لتحديد أفضل طريقة للتنفيذ، مما يقلل من خطر الأخطاء البشرية.

 

في بعض الحالات، يمكن الطائرات المسيّرة أو الأنظمة الذاتية أن تحدد الأهداف وتتخذ قرار تنفيذ العملية بشكل تلقائي بناءً على الخوارزميات المُعتمدة.

 

5. إخفاء العمليات والأنشطة المرتبطة بالاغتيالات

الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تنفيذ العمليات فقط، بل يُستخدم أيضاً في إخفاء الأنشطة المرتبطة بها. تقنيات التخفي الرقمي، مثل الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) وتقنيات التمويه الرقمي المدعمة بالذكاء الاصطناعي، تُستخدم لإخفاء المواقع والتوجيهات التي يمكن أن تؤدي إلى الكشف عن العمليات.

 

التحليل الجنائي الرقمي يساعد في إخفاء الأدلة التي قد تكشف عن هوية المهاجمين.

 

الأدوات الذكية التي تُستخدم في التشويش على الاتصالات تمنع اعتراض أو تتبع المحادثات التي قد تفضح تفاصيل العملية.

 

6. الابتكار في أساليب القتل

في بعض الحالات، قد يستعين الأعداء بأساليب غير تقليدية في عمليات الاغتيال، مثل السموم الذكية أو الأدوات الإلكترونية القادرة على تعطيل الأجهزة أو تسميم الأفراد بطريقة غير مرئية. يُساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير هذه الأساليب وتحليل تأثيراتها بشكل دقيق.

 

7. الحرب النفسية وتضليل العدو

إلى جانب العمليات العسكرية المباشرة، يستخدم الذكاء الاصطناعي في الحرب النفسية لزيادة الفعالية في تحجيم تأثير الشخصيات المقاومة. من خلال تحليل ردود فعل الجمهور على الأحداث، يتم توليد رسائل مضللة أو حملات إعلامية تهدف إلى تقليل مصداقية القادة المقاومين أو زعزعة الاستقرار داخل صفوفهم.

 

من الواضح أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح جزءاً لا يتجزأ من العمليات العسكرية الحديثة، بما في ذلك عمليات الاغتيال التي تستهدف المقاومين في فلسطين ولبنان. مع قدراته المتقدمة في الرصد والتحليل والاستهداف والتنفيذ، يقدّم الذكاء الاصطناعي للأطراف المعادية أدوات فعّالة في تحقيق أهدافهم. ومع تطور هذه التقنيات، يبقى الأمر تحدياً كبيراً للمقاومات في فلسطين ولبنان لمواكبة هذه التطورات ومواجهة هذه التهديدات بطريقة استراتيجية ومتطورة.

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير