مجزرة عرب السمنيّة
محمود كلّم
كاتب فلسطينيكثيرةٌ هي المجازر التي لم تُوثَّق، وقد طوى الموت شهود الأثبات والعيان فاندثرت بذلك معالم الجريمة وضاع كل أثر.
مجزرة عرب السمنيّة، ليل مُدلهم ومسيرة من غير دليل، لم ترد على لسان أحد غير دكتور سلمان ابو سته، في خارطة فلسطين.
وفي ظلّ غياب ذكرها وتوثيقها لم يعرف كم كان عدد شهدائها وقد ساعد في اخفاء معالمها وما أحاط بها انها حدثت تحت جناح ليل بهيم، وان الشهداء والضحايا كانوا قد دفنوا في ساحتها في منطقة سويجيرة، وهي تلة مرتفعة قليلا يحتضنها سهل المناوات الى الغرب من بلدة ترشيحا في قضاء عكا شمال فلسطين، يعود الفضل في ذلك الى رحيم عبدالرحمن من عشيرة عرب الحميرات.
القتل كان وما يزال لعبة الصهاينة المفضلة، وهديتهم الدائمة لعرب فلسطين حتى وقتنا الحاضر.
يذكر الناجي من المجزرة (علي فندي) وقد تركوه حيّاً ربما لأحد أمرين، اولها: ان ينقل للبلدات الاخرى تفاصيل الحدث، وكيف صُفّ الشهداء الى حائّط، ثم اطلق عليهم رصاص الغدر الجبان.
وثانيها: لأنه كان كبير السن وقد توفى لاحقاً.
كانت ثنيا محمد ذياب ام نمر زوجة محمد الرحيم عروساً للتو ساعة حصول المجزرة ليلاَ، ولم تكن ضمن قتلاها لوجودها خارج منزلها.
ما زال العدد الاجمالي للشهداء مجهولاً وما نعرفه عن البعض منهم ينحصر بالتالي:
1) الشهيد نمر محمد عبدالرحمن /كان عمره حوالي 29 عاما / من عشيرة عرب الحميرات.
2) الشهيد عاطف الناهي ابو عزيز / من عشيرة عرب العرامشة.
3) الشهيد محمد النحفاوي / من سكان الكابري.
وكما نجهل اعداد الشهداء، فإننا نجهل على وجه الدقّة والتحديد تاريخ حصولها وتنفيذها، ولكن المرجح انها حدثت في 30 تشرين اول 1948.
أضف تعليق
قواعد المشاركة