على طريق العودة (3)

منذ 9 سنوات   شارك:

د. عصام عدوان

رئيس دائرة شؤون اللاجئين

عندما لم تكن حدود فلسطين المحتلة محصّنة، حيث لم تكن دولة الاحتلال عند نشأتها جاهزة ولا قادرة على تحصينها لضعفها السكاني، قامت دول الطوق العربية بمنع الفلسطينيين من العودة إلى بلداتهم المحتلة، كما حرمتهم من أي تدريب عسكري أو تسليح، ومنعتهم من مهاجمة دولة الاحتلال اليهودي لفلسطين. تلك كانت جريمة مكتملة الأركان تصب في صالح الأنظمة العربية التي حرصت على إثبات جدارتها بالحكم لدى مسئوليها الأوروبيين، كما تصب في صالح الكيان الغاصب الوليد. لقد منحته هذه الجريمة الوقت الكافي ليضاعف مستوطنيه، ويبني قواته وتسليحه، ويحصِّن حدوده إلى قدر ما.

لقد أثبتت عمليات الفدائيين الفلسطينيين في أوائل الخمسينيات أن حدود فلسطين المحتلة لم تكن محصَّنة، فقد نفَّذ فدائيو الإخوان المسلمين عملياتهم عبر حدود قطاع غزة وعبر حدود الضفة الغربية، تماماً كما نفَّذ فدائيو الهيئة العربية العليا عملياتهم عبر الحدود اللبنانية والسورية، إلا أنهم جميعهم لوحقوا من قِبَل السلطات العربية حتى تم إيقافهم بعد حرب 1956م. كما تأكَّد مجدداً عدم تحصين الحدود؛ عندما شرع الاحتلال ببناء سياج إلكتروني على الحدود الشمالية لغور الأردن في عام 1969م، والبدء ببناء جدار الفصل العنصري مع الضفة الغربية في عام 2004، والبدء في بناء جدار استنادي مع قطاع غزة في عام 2016م، والبدء في تحصين الحدود الشمالية مع لبنان بمنطقة ألغام أيضاً في العام الحالي، والبدء في هذا العام كذلك ببناء جدار على 40 كم فقط من الحدود مع وادي عربا بينما بقي أكثر من 160 كم حتى الآن بدون أي تحصينات، كما شرع مؤخراً مجدداً ببناء جدار وسياج شائك على الحدود مع مصر. وقد أكدت مسيرات العودة التي خاضها اللاجئون الفلسطينيون في ذكرى النكبة من عام 2011م عندما وصلوا الحدود الشمالية واجتازها العشرات، أنها لم تكن محصنة ولا منيعة حتى تاريخه.

ومهما يكن من أمر:
1. فإن دولة الاحتلال اليهودي لفلسطين لم تشعر بالخطر في تاريخها إلا مؤخَّراً، ويبدو أنها اعتمدت في تحقيق أمن حدودها على دول الطوق العربية.

2. وأن الاحتلال يتمكن أكثر فأكثر كلما مضى عليه مزيد من الوقت، وهذا يعني ألا يتم منحه مزيدًا من الوقت من الآن فصاعداً.

3. وأن حدود فلسطين إلى وقت قريب كانت – ولازال بعضها – متاحة أمام تحرُّك جحافل اللاجئين ليعودوا إلى ديارهم، تنقصهم الإرادة، ونزع الخوف من صدورهم.

4. وأن كل تحصينات العدو قد أُعِدّت بطريقة مناسبة لمنع المشاة سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، لكنه لم يأخذ في الحسبان تطور سلاح المقاومة إلى امتلاك الصواريخ متوسطة المدى، والأنفاق الحدودية الاستراتيجية، خصوصاً أن هذه المقاومة لم تعد بحاجة لاختراق حدود عربية (عميلة)؛ فهي تنطلق من أرضها تجاه أرضها.
#تحرير_فلسطين #العودة #زحف_العودة
 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير