عندنا أفضل مربية في العالم
د. أيمن أبو نايهة
كاتب فلسطينيالمعلم هو النور الذي ينير للمظلمين طريقهم، صديق المعرفة وعدو الجهل، فهو الشامخ في عالم المعرفة والعلم، وهو الذي يكون قادرًا على تنمية الفكر والعقل لدى الطالب؛ لذلك وجب تكريمه وتفضيله، وجعل مكانة خاصة له في المجتمع، تليق بما يحمل من رسالة، هي أشرف الرسائل، وهي الرسالة التي بعث بها خاتم النبيين والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلـم- ألا وهي العلم.
نفتخر كفلسطينيين بفوز المربية حنان الحروب بجائزة أفضل معلم في العالم من بين ٢٨ ألف مشترك من ١٤٨ دولة في مختلف بقاع الأرض، وقبل ذلك كانت المعلمة فداء زعيتر من نابلس والمعلم جميل صيصان من القدس من بين أفضل خمسين معلمًا على مستوى العالم. ومما لا يجب الشك فيه، أن أكثر الناس حقًا في التكريم والتبجيل، هم أولئك الجنود المجهولون، هم أولئك القادة العظام، الذين ساروا ومضوا بطلابنا حتى أوصلوهم إلى شواطئ العلم، وبر النجاة من الجهالة.
يعتبر هذا الفوز العظيم وهذه النجومية البراقة للحروب هو انتصار لنا على عدونا رغم الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا من ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة والمتصاعدة وتضييق الخناق على المواطنين من خلال الحواجز العسكرية واقتحام المدارس والجامعات والاعتداء على الطلبة وإغلاق المؤسسات الثقافية والإعلامية وما إلى ذلك من ممارسات يندى لها جبين الإنسانية.
فقد نالت المربية الحروب هذه الجائزة عن جدارة، واستحقت أن يطلق عليها مبدعة بكل ما للكلمة من معنى، لما أبدعته في ابتكار أساليب التدريس لطلبتها، وأزالت الرعب والخوف من نفوسهم جراء ما يواجهونه يوميًا من ممارسات الاحتلال ومستوطنيه ضدهم وضد مدارسهم ومعلميهم. فتعاملت مع طلبتها بأساليب تدريس حديثة نالت إعجاب وتقدير القائمين على الجائزة فاختاروها لتكون أفضل معلمة في العالم، وأفضل معطاءة رغم واجباتها البيتية، ومشاغلها الأخرى، إلا أنها أعطت التعليم معناه ورفعت من شأنه ومن شأن بلادها فلسطين ورفعت أمام العالم كله علم بلادها بين يديها لدى الإعلان عن فوزها الذي هو فوز لفلسطين ولكل معلم فلسطيني وللتربية والتعليم على الاحتلال الذي يحاربه كي يجهلنا، لكن ثبت عكس ذلك فهناك العديد من المبدعين بين صفوف شعبنا في كافة المجالات العلمية والصحية والتكنولوجية.. إلخ، فما بال الإنسان الفلسطيني عندما يكون في دولة حرة وديمقراطية توفر لأبنائها كل مقومات الإبداع والعيش الكريم!، وبكل تأكيد فإن الإنسان الفلسطيني في ظل وجود دولته المستقلة سيبدع أكثر فأكثر ويقدم للإنسانية جمعاء ما هو مفيد ويسهم في الحضارة الإنسانية مثلما فعل أسلافنا العرب والمسلمون الذين قدموا للعالم العديد من الإنجازات في المجالات كافة خاصة في الطب والكيمياء وعلم الاجتماع.
إن هذا الإبداع وغيره من مجالات الإبداع الأخرى لأبناء وبنات شعبنا، دليل واضح على أن هذا الشعب يستحق ليس فقط الحياة، بل الحياة الحرة الكريمة في دولة مستقلة ديمقراطية تشجع الإبداع والمبدعين وتأخذ بأيديهم نحو العلو والارتقاء. وهذا يقودنا إلى القول إنه من واجب السلطة الوطنية الفلسطينية تحسين مستوى معيشة المعلمين، وتوفير كافة احتياجات التعليم لكي يقدموا لأبنائنا الطلبة كل ما يستطيعون لكي يبدع الجيل القادم رغم أنف الاحتلال ومحاولاته تجهيل أبناء شعبنا والنيل منهم. فالإبداع مهم في حياة الشعوب وهو الذي يعمل على تطورها وازدهارها ويبقي اسمها مرفوعًا في العالم بأجمعه. فتَحية للمربية الحروب وللمعلمة زعيتر والمعلم صيصان ولكل المبدعين من أبناء شعبنا في مختلف المجالات.
المصدر: فلسطين أون لاين
أضف تعليق
قواعد المشاركة