ليلتقِ "جون كيري" مع قادة الانتفاضة

منذ 10 سنوات   شارك:

فايز أبو شمالة

كاتب ومحلل سياسي

تأتي زيارة جون كيري للمنطقة استكمالًا للمباحثات التي أجراها قبل أسبوعين في واشنطن مع نتنياهو، حيث ناقش الطرفان سلسلة من الخطوات التي أقرها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وهي خطوات لم يتم الكشف عنها بعد، ولكنها تخص الشأن الفلسطيني، وتهدف إلى تحقيق الاستقرار.

لقد استبق أحد المسئولين الفلسطينيين زيارة كيري ليؤكد أن المشكلة الأساسية هي استمرار الاحتلال وليست الأمن والاقتصاد، وهذا التصريح الذي لا يجافي الحقيقة يعكس التوقع الفلسطيني بأن ما لدى كيري لا يتعدى الإغراءات المالية، والتسهيلات الأمنية، التي لم ينكرها مسئول أمريكي حين قال: لن يحث جون كيري الفلسطينيين أو الإسرائيليين على استئناف محادثات (السلام) بشأن حل الدولتين، إذ ليس هناك ما يمكن أن يتفق عليه الطرفان الآن، وليس هناك ما يمكننا أن نحثهم على الاتفاق عليه.

لقد عكست جل التصريحات الأمريكية في الفترة الأخيرة واقع حال الرئيس الأمريكي أوباما، الذي اعترف بعدم تحقيق اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال فترة ولايته، ورغم أن هذا الاعتراف لا يشكل دليلاً على الضعف الأمريكي، ولا يعتبر دليلاً على عدم رغبة أمريكية في بذل المزيد من الوقت والجهد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن هذا الاعتراف يدلل على أمرين:

الأول: استسلام الرئيس الأمريكي أوباما في لقائه الأخير مع نتنياهو، ورفعه الراية البيضاء، وهذا يعكس استسلام الإدارة الأمريكية كلها لضغوط اللوبي اليهودي، ومبايعة الجميع للأفكار السياسية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية دون نقاش.

الثاني: ثقة الإدارة الأمريكية بأن السيد محمود عباس في أضعف مواقفه الداخلية، لذلك فهو غير راغب في تصعيد المواجهة مع أمريكا و(إسرائيل)، وفي الوقت نفسه غير قادر على لجم الانتفاضة، رغم استعداده للمساهمة في تهدئة الأوضاع إذا توفر المقابل.

لما سبق، فقد أسهب المسؤولون الأمريكيون في العزف على وتر انهيار السلطة، والتخويف من سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية، فهم يدركون أن هذه هي النغمة الاستفزازية هي المحفز لرئيس السلطة كي يتجاوب مع الحراك الأمريكي، وفي تقديري أن هذه هي النغمة التي يجب أن يعزف عليها رئيس السلطة الفلسطينية نفسه، وهي النغمة الارتدادية القادرة على إرباك أمريكا، وخلط جميع الأوراق الإسرائيلية، وذلك من خلال الخطوات التالية:

1- أن يرفض رئيس السلطة الفلسطينية لقاء كيري بشكل رسمي، طالما قد تبين للجميع أن الزيارة فارغة المضمون السياسي.

2- فإن تعذر ما سبق لأسباب قد يحشدها البعض مع التهويل، فإن الواجب يقضي بأن يشكل رئيس السلطة الفلسطينية وفدًا يضم عددًا من قادة الانتفاضة، ولا سيما شباب الجامعات، ورؤساء الكتل الطلابية، وشخصيات من القوى الوطنية والإسلامية، لتلتقي مع جون كيري، وتحاوره، وتحدق في عينيه، وتسمعه من المطالب الفلسطينية العادلة ما لم يتوقع أن يسمعه طوال حياته.

ما دون ذلك، فإن جون كيري لا يحمل في جعبته إلا رصاصة غدر، سيطلقها على الانتفاضة الفلسطينية من مسدس التنسيق الأمني بعد أن يقدم الإغراء، ويهيئ الأجواء.

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير