إلى العنصريين في لبنان: ما جبرنا على المرّ إلا الأمرّ منه

منذ 10 سنوات   شارك:

ياسر علي

إعلامي وشاعر فلسطيني

 يظن بعض العنصريين في لبنان أو يدّعون، أن الفلسطينيين جاؤوا إلى لبنان طمعاً به وبِخيراته.. وأنهم جاؤوا إلى لبنان لتحسين ظروف العيش، في «نزهة النكبة» عام 1948!

بعيداً عن إنجازات الفلسطينيين في لبنان، ومساهمتهم في نهضته، وحتى نهضة عدد من البلاد العربية. لن أنجرّ إلى «تربيح جميلة» أو «عنصرية ملتبسة»، وهذه كلها نتائج القدوم إلى لبنان، أما أسبابه، فإليكم الحكاية:

لم تكن المجازر استثناءً في سياسة العدو الصهيوني، فمع كثرة المجازر التي رافقت النكبة وحروبها، وأحياناً كانت تحدث من دون حروب، لم يعد السؤال: هل سيرتكبون مجزرة؟ بل بات السؤال البديهي الأول: أين وكيف سيتم الذبح هذه المرّة؟

لقد شاركت العصابات الصهيونية كافة في المجازر، خاصة تلك التي رافقت ما أسمته العصابات «حرب الاستقلال»، أي «النكبة» التي أدت إلى تشريد 800 ألف فلسطيني، وتدمير 531 قرية وارتكاب أكثر من سبعين مجزرة موثقة بين (1937-1948)، وخلق كيان غاصب على أرض فلسطين، بحجة أنها «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض».

هذه المجازر تنوعت فيما بعد وتطورت من استخدام السلاح الأبيض والرشيشات الفردية، إلى عمليات كوماندوس، وقصف بالطيران للتجمعات السكانية، والسيارات المفخخة بين المدنيين والأحياء السكنية، وقد شملت هذه المجازر الأطفال والنساء والشيوخ والرضع والحوامل الذين كان يتم قتلهم بدم بارد.

وقد وثّق سلمان أبو ستة تدمير 531 قرية وطرد سكانها. وبيّن أسباب نزوح الفلسطينيين حسب الملفات الإسرائيلية:

الطرد على يد القوات الإسرائيلية (122 قرية)، الهجوم العسكري المباشر (270 قرية)، الخوف من هجوم متجه نحو القرى (38 قرية)، تأثير سقوط مدينة قريبة (49 قرية)، الحرب النفسية (12 قرية)، الخروج الاختياري (6 قرى)، غير معروف (34 قرية).

كثيرة هي المجازر التي ارتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ولا يتسع المقام له هنا، ولكن الأكيد أنه تم توثيق (34) مجزرة في سنتي النكبة (47-48) ارتُكبت بحق مدنيين أو أسرى، (17) منها أثناء الوجود البريطاني، و(17) بعد الجلاء البريطاني عن فلسطين.

إزاء هذه المجازر، لم نكن «كأنّنا أسلافنا نأتي إلى بيروت كي نأتي إلى بيروت» (محمود درويش). بل أتينا بفعل الإجرام الصهيوني، وليس باختيارنا نحن اللاجئين الفلسطينيين. من هنا فإن تحميل الفلسطينيين مسؤولية النكبة أمرٌ بالغ القسوة والمرارة، وتحميل اللاجئين مسؤولية ما يترتب على النكبة من مصائب التوطين والتهجير والأفخاخ السياسية وغير السياسية، لا يجوز بحال من الأحوال..

وإن ما يترتب من إجراءات بفعل تحميل المسؤولية هذا، من حرماننا الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية كحق العمل وحق التملك وحق التعليم وحق الاستشفاء وغيرها، هو أمر بالغ العنصرية والظلم، الذي يخالف القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

فيا أيها العنصريون في لبنان اسمعونا: لقد جئنا إليكم مجبرين، ولم نأتِ باختيارنا.. و«ما جبرنا على المرّ غير الأمرّ منه»، والأنكى أننا لم نعد نعرف أيهما المرّ وأيهما الأمرّ!! الاحتلال أم العنصرية؟!

المصدر: هافينجتون بوست عربي

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير