فايز كنفاني: إلى أبي، غسان كنفاني
بقلم فايز غسّان كنفاني- وكالات
حين كنت صغيرا، كان ابي يأخذني الى جريدة المحرر، فيجلسني على كرسيه ويطلب مني ان ارسم بعض الصور. وحين انتقل الى الانوار، كنت اذهب معه كذلك. ثم انتقل الى الهدف وأخذني معه برفقة اختي ليلى، لنلتقي بزملائه هناك. كان ابي رجلا طيبا. كان يشتري كل ما ارغب به، و ما زلت احبه، رغم انه قد مات.
لقد وجدت صعوبة في تعلم اللغة العربية، لكنه علمني اشياء كثيرة. وهكذا صار بإمكاني قراءة جميع المقالات المكتوبة عنه. احببت أن يكون لي أب مثله، لأنه كان كثير الذكاء، ولأن الناس احبوه.
في الدنمارك، كنا انا وليلى نشتاق اليه كثيرا، وقد سألنا امنا ان تعيدنا اليه. وحين عدنا، كنا نراه يعمل في الجنينة كل احد، يزرع الازهار بيدين ناعمتين.
كنا احيانا نعمل معا في الجنينة. وحين يشتد الحر ننزع قمصاننا. وبعد العمل كان غالبا ما يعلمني كيف استخدم المسدس الصغير الذي اشتراه لي. ولقد احببت مشاهدة التلفزيون معه.
عندما اكبر اريد ان اكون مثل ابي، وسأحارب لكي اعود الى فلسطين: وطن ابي، والارض التي حدثني هو وحدثتني ام سعد كثيرا عنها.
من الآن وصاعدا، سأساعد امي واختي مساعدة عظيمة من اجل الا تشتاقا اليه كثيرا. لكننا لن ننساه ابدا، ولن ننسى <<لميس>> التي ماتت معه والتي نحبها جميعنا حبا كبيرا لميس التي كانت دائما طيبة جدا ولم تفقد اعصابها ابدًا.
أضف تعليق
قواعد المشاركة