اليرموك والنكبة المتجددة

منذ 10 سنوات   شارك:

إياد القرا

كاتب ومحلل سياسي

 يعود رمز اللجوء الفلسطيني مخيم اليرموك لواجهة الأحداث، لكن هذه المرة بجرائم جماعة "داعش" التي تجاوزت كل الحدود باعتدائها على الفلسطينيين اللاجئين الذين رفضوا أن يتركوا مخيمهم والهجرة للخارج، رغم كل المجازر التي ارتكبت ضدهم.

جماعة داعش لا تدرك رمزية وأهمية مخيم اليرموك في ذاكرة اللجوء الفلسطيني ، ولا تعرف ماذا يكون مخيم اليرموك؟، ولا يعرفون أن أهله قد اتسعت صدورهم وبيوتهم في بداية الأزمة السورية لكافة السوريين الذين ما بخلوا يوما عليهم بالدعم والمساندة وتوفير كل ما يستطيعون منذ النكبة الفلسطينية .

الفلسطينيون حافظوا على موقفهم من الأزمة السورية وتضامنوا مع الشعب السوري الذي احتضنهم، وكذلك وفروا الأمان والدعم لملايين العراقيين عام 2003 بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وأصبح المخيم مكانا يأوي إليه كل مظلوم، وفتحت أبوابه لهم جميعا ليمثل رمزا لفلسطين في سوريا.

ما تقوم به داعش وبعض الجماعات ضد مخيم اليرموك جرائم ضد الإنسانية، وكان الأَوْلى بهذه الجماعات أن تساعد وتساهم في تحييد مخيم اليرموك أو على الأقل تحييد 15.000 فلسطيني بينهم 3500طفل رفضوا الخروج حفاظا على حقهم في العودة وتمسكا بأن الخروج سيكون لفلسطين.

التقصير الرسمي من الفصائل التي ترتبط بعلاقات مع الجماعات المسلحة أو النظام السوري، يقدم دليلا جديدا على أنها جزء من المأساة بل بعضها مشارك فيها.

الرئاسة في رام الله وقيادة منظمة التحرير تتصرف بانتهازية واضحة ولم تتجرأ على إصدار موقف واضح، خشية على مصالحها وتنتظر ضوءا جديدا حول موقفها من النظام في المتغيرات الإقليمية.

بيان الرئاسة الركيك والمرتجف الذي صدر يعبر عن حال السلطة ومنظمة التحرير تجاه القضايا الوطنية ويناقض موقفها السريع مما يحدث، وهذا البيان يشير إلى أنها أصبحت تعيش رحلة جديدة من الضياع والتبعية و"الذيلية"".

جرائم "داعش" في مخيم اليرموك تدعو لتحرك واسع لحماية اللاجئين مما تقوم به "داعش" مدعومة من بعض الأطراف التي ساهمت في حصار المخيم، والتي تريد اليوم إنهاء الوجود الفلسطيني في سوريا لخدمة أغراض الاحتلال في التخلص من المخيمات الفلسطينية التي ما زالت تحمل رمزية حق العودة.

تعود النكبة من جديد لمخيم اليرموك وهذه المرة بأيدٍ غريبة تتفنن في القتل وارتكاب الجرائم، ضد الشعب الفلسطيني دون أي اعتبار لرمزية اللاجئ الفلسطيني الذي يتحدى الاحتلال يوماً بعد يوم ويقاتل الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، والذي خرج من حرب طاحنة قبل أشهر لكنه صامد في أرضه.

انتظر الفلسطينيون كثيراً أن يمتلك العرب السلاح والقوة ليقاتلوا الاحتلال أو يساعدوه في ذلك، لكن اليوم يحدث العكس، حيث يذبح الفلسطيني ويشرد وتنتهك حقوقه، بينما يعيش الاحتلال في رغد وهو بعيد عن هؤلاء.

المصدر: فلسطين أونلاين

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

عشيرة عرب السّمنيّة.. حين صنع نايف الحسن صوت البطولة!

في صفحات التاريخ التي تروي قصص العزّة والصمود، تبرز عشيرة عرب السّمنيّة في قضاء عكا رمزاً للكرامة والفخر. جدّهم خطّاب، الذي وُوري … تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير