الأرغـــــول.. أوركسترا تراثية من فلسطين
عاهد الشافعي- خاص/ شبكة العودة الإخبارية: الأرغول أو اليرغول، هي آلة من آلات العزف الموسيقية النفخية، وتُعتبر من أقدم الآلات المعروفة في فلسطين، وهي من الموسيقى التي كانت وما زالت تحمل هموم الإنسان ومشاكلة على الأرض الفلسطينية، كما حمل اللاجئ في قلبة وروحة رائحة البيارات وتراب الوطن لم تثنِه عن حمل مثل هذا التراث ونقله معه إلى أي مكان حطّ رحاله فيه. من هنا، رغم الأحزان التى رافقته عبر ترحاله إلا أنه استطاع نقل ما حاول الاستعمار الصهيوني طمسه اليوم.
واكب الأرغول (اليرغول) التقدم الموسيقي، فهذة الآلة تنقلنا أثناء العزف إلى أوركسترا تجمع بين عدة آلات في وقت واحد، ويكمن السرّ في أن إحدى القصبتين أطول من الأخرى، وهو ما يميزها عن غيرها من الآلات النفخية، وإذا دققنا قليلاً نجد أن الفنان الذي استطاع أن يزيد في طول القصبة ومن جهة واحدة كان لديه الإحساس المرهف بسبب ما تُحدثه هذه الزيادة، وكان صاحب أذن موسيقية تؤهله لأن يزيدها نغماً.
يُصنع الأرغول (اليرغول) من نبات الغاب (الغاب تعني القصب العادي الذي ينبت حول الأنهار وهو فارغ من الداخل)، وهو يتكون من قصبتين مربوطتين واحدة بجانب الأخرى، القصبة من اليمين تكون مثقّبة بستة ثقوب للتلحين بمقام معين، ولكلٍ من القصبتين مَبسم لإصدار الصوت، وقد يوضع له بالنهاية قمعٌ لتضخيم الصوت من ناحية القصبة الطويلة.
أما معنى الأرغول أو اليرغول، ففي معجم المعاني الجامع، هو مزمار ذو قصبتين مثقبتين إحداهما أطول من الأخرى. وجمعها أراغيل.
القصبة الأولى تُدعى البالوص، والقصبة الثانية تُدعى الركزة، ولكل قصبة منهما فتحة من الأسفل. القصبة الطويلة تستخدم في إحداث صوت قرارٍ متواصلٍ يعطي نغمة من نغمات السلم الموسيقي. انتقلت هذه الآلة إليهم من الريف المصري بحسب الروايات، ويعرفها المقدسيون في المدينة والريف.
أصبح اليرغول من الرموز الوطنية، وقد لمع اسم خالد طحيمر، وهو فلسطيني من سكان مخيم خان الشيح سجل عدة معزوفات بالاذاعة السورية وبالاذاعة المصرية. وكانت إذاعة دمشق تبثّ برنامجاً تبدأ شارة البداية بعزف منفرد على الأرغول، واستمر البرنامج طويلاً حيث كان اجدادنا ينتظرونه للاستماع إليه كل يوم. وأحيت الفرق الفنية وعازفو اليرغول عدد من الحفلات تحمل في طياتها عبق الحنين وألم الحاضر في اللجوء، لما كان لها من دور في التعبير الصادق عن التراث الفلسطيني، وما زالت أعراس الفلسطينيين داخل المخيمات الموزعة في الدول العربية تستمد من العزف والعازف ذكريات أيام خلت، يتمنون أن يعيدوها على أرضهم وقرب بيوتهم وهي عالقة في وجدان كل فلسطيني يرفض كل أشكال التغيب والبعاد.
شاهد عزفاً نموذجياً على اليرغول للفنان حسين حمدان، يظهر فيه صوت القرار بوضوح (لاحظ أن صوت القرار لم ينقطع بسبب انتفاخ وجنتيه، حيث يعبئ الهواء في فمه):
https://www.youtube.com/watch?v=7IEfVG2AHMM
شاهد عزف اليرغول للفنان خالد الرتاحي يعزف امام الفنان الكبير ابو عرب والفنان محمد سمير الكفرداني في عام 2012: