«هروب الضباط».. 5 قنابل موقوتة تهدد مستقبل إسرائيل

منذ 8 سنوات   شارك:

أمام قادة سياسيين وعسكريين، ودبلوماسيين وخبراء استراتيجيين من إسرائيل وخارجها، وقف هنرى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق، خلال مؤتمر هرتسيليا للشؤون الإستراتيجية، فى يونيو الماضى، صارخًا "أنا مذعور إزاء مستقبل إسرائيل".

تسرّب الضباط الذين يتميزون بكفاءات عالية ينذر بتدهور مقلق فى مكانة الجيش. 20 سفيرًا إسرائيليًا ومئات الفنانين والمثقفين الإسرائيليين يطالبون بإنهاء الاحتلال. تزايد حدّة التنديدات الدولية بالنشاط الاستيطانى يضع الكيان الصهيونى في مأزق

يُجمع الخبراء العسكريون، من داخل إسرائيل وخارجها، على أن الاحتلال يمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها، لكن الإسرائيليين مع ذلك شعبًا وقيادة لا ينكرون أن العديد من المخاطر باتت تهدد مستقبل كيانهم، لدرجة أن الفترة الأخيرة شهدت نداءات استغاثة من داخل المجتمع الإسرائيلى على لسان مسؤولين، لم تشهدها إسرائيل بهذه الكثافة والخطورة من قبل، أخطرها رئيس الموساد السابق، تامير باريدو، الذى حذّر من أن إسرائيل تواجه خطر الحرب الأهلية، مؤكدًا أن التهديدات الداخلية مقلقة وجوديا أكثر من الخارجية.

انقسام داخلى

الكيان الإسرائيلى بات فى خطر، يتعلق بالشتات الداخلى بين فئاته، التى تعانى من انقسام، حول خيار وتطلعات فئات المجتمع الإسرائيلى، وهى الشريحة الدينية الصهيونية، والحريديم، والعلمانيون، وعرب 48، إذ يرفض الحريديم فكرة إقامة الدولة فيما يُصر الطرف العلمانى على ذلك، وخلافًا لذلك فإن الحكم بيد "الأشكيناز"، الذين يعودون لأصول أوروبية، وهم فى صراع مع شريحة يهود الشرق، وهو ما يشير إلى أن المجتمع الإسرائيلى الداخلى يذهب نحو مسار جديد لم يحصل أن اتخذه، ويقوم على تناقضات داخلية وحالة من التشرذم الأيديولوجى وليس السياسى فقط.

 

التحديات السكانية

رغم مساعى الكيان الإسرائيلى منذ احتلاله لفلسطين عام 1948 وحتى الآن إلى تغيير المعادلة "السكّانية" فى الأراضى المحتلة، لاسيّما فى قطاع غزة والضفة الغربية، عبر وسائل مختلفة من بينها زيادة أعداد المستوطنين فى هذه المناطق، ووضع العراقيل فى سبيل منع زيادة أعداد الفلسطينيين فيها، وفتح أبواب الهجرة أمام يهود العالم، إلا أن الإحصائيات والأرقام المتوفرة تشير إلى أن أعداد الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية فى تزايد مستمر، بالمقارنة مع أعداد اليهود والمستوطنين فى باقى الأراضى المحتلة، وهو ما يشكّل صداعًا للمسؤولين الصهاينة لما له من تداعيات سلبية على الوضع الاجتماعى والسياسى والنفسى داخل كيان الاحتلال.

ويعيش الآن نحو 5 ملايين فلسطينى فى الضفة والقطاع رغم المآسى التى تعرض لها الشعب الفلسطينى خلال العقود السبعة الماضية التى أعقبت الاحتلال، وهذا يشير إلى أن نسبة النمو السكّانى لدى الفلسطينيين تصل إلى حدود 2.1 بالمئة سنوياً، أى ما يعادل 3 أضعاف معدل النمو السكّانى السنوى فى مجمل الدول العربية، فيما لا تزال هذه النسبة منخفضة فى صفوف المستوطنين.

 

تمرد يهودى

وفى خطوة أصابت المسؤولين الإسرائيليين بالصدمة، حث المئات من الفنانين والمثقفين الإسرائيليين يهود العالم على رفض السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، عبر رسالة نشرتها وكالة الأسوشيتيد برس، منتصف سبتمبر الماضى، بعنوان "ندعو اليهود فى جميع أنحاء العالم للانضمام لشركائنا الإسرائيليين للتنسيق لإنهاء الاحتلال".

وكان من بين 470 موقّعا على العريضة، الكاتبان ديفيد جروسمان وعاموس عوز، والحائز على جائزة نوبل دانيال كانيمان، لكن الصدمة كانت فى توقيع 20 سفيرا إسرائيليا سابقًا، عليها، وتسعى منظمة "أنقذوا إسرائيل، أوقفوا الاحتلال" لإنهاء سيطرة إسرائيل على الأراضى التى استولت عليها فى حرب عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية.

فرار الضباط

الأزمة الأكبر فى تاريخ إسرائيل، هى تسرّب الضباط الذين يتميزون بكفاءات عالية إلى القطاع المدنى، وهو ما كشفه موقع مجلة "إسرائيل ديفنس"، خلال تقرير سلّط الضوء على أن الجيش الإسرائيلى يواجه "أكبر أزمة فى تاريخه" تتمثل فى صعوبة العثور على ضباط برتبة "نقيب" يتولون مناصب كثيرة لا تزال شاغرة.

ولفت الموقع المعنى بالشؤون العسكرية، أنه "فى المحصلة هناك نقص يقدَّر بالمئات فى مناصب نظامية أولى، وكتب رئيس التحرير وأحد أهم المعلقين فى إسرائيل، عمير ربابورت، أن "هذه الأزمة تنذر بتدهور مقلق فى مكانة الجيش، وصولاً إلى أن تصبح مزايا الخدمة النظامية فى العقد القادم مشابهة للخدمة فى السجون، ودائرة إطفاء الحرائق وشرطة إسرائيل".

 

العالم غاضب

ومع انشغال إسرائيل وقلق مسؤوليها إزاء الأزمات الداخلية، فإنها باتت تعانى من تزايد الانتقادات الدولية بشأن أعمالها الإجرامية فى فلسطين، أبرزها النشاط الاستيطانى الذى تضاعف أكثر من 3 مرات منذ مطلع 2016 مقارنة بالعام الماضى، وشملت قائمة الدول المنددة روسيا التى أكدت عدم شرعية النشاط الاستيطانى، مشيرة إلى أنه يؤثر سلبيا على الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات حول حل الدولتين.

وكانت اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام فى الشرق الأوسط أصدرت تقريرا، مطلع يوليو الماضى، دعا السلطات الإسرائيلية إلى التوقف عن الاستيطان، محذرا من أنه جعل الشعب الفلسطينى فى حالة خطيرة، ونددت الحكومة اليابانية بسياسة المستوطنات الاسرائيلية واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولى، وطالبت بتجميد نشاطات الاستيطان فورا وبشكل كامل، وفى السياق نفسه أدانت الحكومة الإسبانية بناء المستوطنات، مؤكدةً أن ذلك يمثل "عقبة أمام السلام"، كما نددت أمريكا على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست بتسارع بناء المستوطنات الصهيونية فى الضفة الغربية، مؤكدًا أن ذلك يشكّل تهديدا خطيرا جدا.

 

ووصل الأمر إلى اعتذار فنّانين نرويجيين عن العمل مع المسرح الوطنى فى "إسرائيل"، بسبب أن إسرائيل دولة "أبارتهايد"، تحرم الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، وهو ما وصفته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بالأزمة العاصفة، التى بدأت عقب إنتاج فيلم لمجموعة من الفنانين النرويجيين انتشر على شبكة الإنترنت دعا إلى تحرير فلسطين، ورفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلى.

وفى خطوة عبّر الإسرائيليون عن خشيتهم منها، وقّع 70 أكاديميًا وسياسيًا أمريكيًا، رسالة مفتوحة تدعو إلى مقاطعة المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وحسب ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية فقد أعرب بعض العلماء والأكاديميين فى إسرائيل عن خشيتهم من أن يحذو علماء أميركيون حذو أكاديميين وفنانين ومثقفين اوروبيين فى مقاطعة إسرائيل.

ووفق ما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فإن عشرات من الأكاديميين والمعلقين السياسيين الأمريكيين يؤمنون بالمقاطعة الهادفة لجميع المنتجات والخدمات الصادرة عن المستوطنات فى الأراضى المحتلة وأى استثمار يمكن أن يروّج للاحتلال، ومن بين الشخصيات التى وقّعت هذه الرسالة، الصحفى الأمريكى بيتر بينارت وبيرنارد افيشائى البروفسور المساعد فى الجامعة العبرية. 

 

المصدر: حمرين نيوز



السابق

"فيدار" تُطلِع جمعية شبابية تركية على القضايا الفلسطينية المختلفة

التالي

فلسطينيو سورية العالقون في أثينا يعتصمون لأجل مخيم خان الشيح


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »