المقدسي أبو خالد صامد في الأقصى مع كاميرته الفورية

منذ 9 سنوات   شارك:

 يتخذُ مكاناً يجلسُ فيه منذ أكثر من 30 سنة في إحدى زوايا المسجد الأقصى المبارك، يحمل آلة التصوير الفوري الخاصة به، ويجلس على كرسيّه، ويراقب المصلين من بعيد، يذهب للصلاة كلما سمع الأذان ثم يعود إلى زاويته المميزة فهي معروفة بأنها مكان العم "أبو خالد" أبو سنينة.

"أبو خالد" الرجل المقدسي الستيني، الذي وُلد في الأقصى وسكن جواره، وسرى حبُّه في روحه وروح أولاده الاثني عشر، لا يمكن أن يترك هذا المكان، رغم أن التكنولوجيا حاربتْه، وحرمتْه من ممارسة هوايته في التصوير، وهي ليست هواية فقط وإنما مهنته التي يعيل منها نفسه وأسرته.

ذكريات جميلة

آلة التصوير التي يحملها "أبو خالد" هي للتصوير الفوري، تترك ذكرياتٍ جميلة في نفوس أصحابها، يصوّرها خلال دقائق مقابل مبلغ بسيط جداً، فتخرج الصورة مع القبة الذهبية "قبة الصخرة المشرفة"، إلا أن الناس أصبحوا يصوّرون نفسَهم بنفسهِم، وبالتالي لن يقوم "أبو خالد" بمهمّته وعمله وحبه للتصوير.

راقبناه من بعيد، ورأينا ما في نفسه من ألم كلما مرّ أحدهم وصور نفسه بـ"عصا السيلفي" أو بهاتفه الشخصي، ويفرح كثيراً إن طلب أحد منه أن يصوّره سواء وحده أو مع عائلته، فتجد الابتسامة قد رُسمت على وجهه، وهم يقتربون منه لأخذ الصورة ويبدأون بالضحك على أنفسهم، أحدهم يبكي، والآخر مُغمض العينين، وآخر يهرب من الصورة في آخر لحظة فيظهر نصف جسده.

يقول "أبو خالد" لـ"قدس برس": "أحب عملي كثيراً، لكن في هذا الوقت لا يوجد عمل؛ ففي السنوات الأخيرة، اجتاحت التكنولوجيا العصر، وأصبح كل شخص يحمل كاميرا رقمية خاصة به يصوّر بها عائلته وكل ما يريده، ثم اجتاحت الهواتف الذكية الأسواق ليستطيع المرء تصوير نفسه بنفسه".

ويضيف أن لا أحد يطلب منه التقاط صورة فوتوغرافية فورية إلا قلة من الناس، مع أنها تترك ذكريات عميقة، وقال في معرض دفاعه عن مهنته إن "صورة الهاتف قد تُحذف بالخطأ، أو قد يصيب الهاتف نفسه فايروس يحرمك أجمل الذكريات التي التقطتها طيلة أعوام، أما الصورة الفوتوغرافية فهي بين يديك دائماً، وستبقى عندك في صندوقك مدى العمر".

«الأقصى حياتي»

وفي رده على سؤال "قدس برس" حول تغيير مكانه من الأقصى لمكان آخر علّه يجد من يقدّر صورته المميزة؛ قال: "لا يمكنني أن أترك الأقصى وأعمل في مكان آخر، فالأقصى حياتي، والحمد لله أنا لا أطلب المال، فالرزق على الله".

وأثناء إجراء المقابلة، طلبت سيدة ومعها أطفالها من العم "أبو خالد" أن يصورها، فطلب منهم التقدم الواحد تلو الآخر، وبتوجيهات منه، كي يلتقط الصورة التي يراها مناسبة، وبعد الانتهاء أخذوا صورهم، وارتسمت على وجوههم ابتسامة أسعدت قلب "أبو خالد".

وعندما سألنا والدتهم لمَ لمْ تصوري أبناءك بنفسك بهاتفك؟ قالت: جميعنا نحمل هواتف ذكية إلا أن الصورة الفوتوغرافية تسعدني أكثر وستبقى ذكرى للأطفال حتى يكبروا، خاصة أننا لا نأتي يومياً؛ فنحن من طمرة (من الأراضي المحتلة عام 1948).

"أبو خالد" أبو سنينة سيبقى رمزاً من رموز الأقصى، فأحبَّهُ الأقصى قبل أن يحبّه الناس والحرّاس والزوار، ورغم أن التكنولوجيا ظلمتْه إلا أنه يصرّ دائماً على التواجد رغم قلة عمله، فهو يشعر بالراحة في تواجده في هذا المكان "الطاهر" على حد وصفه.

وبحسب تقديرات فإن "أبوخالد" هو آخر من تبقى من هؤلاء الذين مارسوا لنحو ثلاثة عقود من الزمن، مهنة التصوير الفوري في الأماكن السياحية، تلك المهنة التي سادت ثم بادت بعد تطور وسائل التصوير وحفظ الصور.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام



السابق

النظام السوري يخطط لإفراغ اليرموك من الفلسطينيين

التالي

نازحو «مخيم اليرموك» من حصار إلى إقامة جبرية


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.