اعتقالات بالجملة في نابلس.. وتسويق لانتصارات وهمية
في عملية هي الأوسع والأعنف منذ نحو عام، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من ثلاثين مواطنا دفعة واحدة من أعضاء حركة حماس أو المقربين منها في مدينة نابلس ومحيطها شمالي الضفة الغربية المحتلة.
أساتذة جامعيون ومعلمو مدارس ومحامون ومهندسون وإعلاميون، كانوا من بين من تم اعتقالهم خلال الحملة التي حاولت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية ومن خلفها قيادة الجيش تصويرها كنصر أمني استخباري يحققه هذا الجيش، بعد سلسلة الإخفاقات التي مني بها في غزة خلال الحرب الأخيرة.
الصحافة العبرية حاولت الربط بين حملة الاعتقالات والخلية التي كشف النقاب عنها مؤخرا، والتي زعم الاحتلال أنها كانت تخطط لتنفيذ عمليات في شرقي القدس المحتلة.
وزعمت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن حملة الاعتقالات والمداهمات التي اشتركت فيها قوات الجيش و"الشاباك" وشرطة الاحتلال، جاءت على خلفية محاولات حركة حماس إقامة بنية تحتية للمقاومة في شمال الضفة الغربية.
أما القناة السابعة الإسرائيلية فادعت أن الاعتقالات استهدفت منتمين لحركة حماس خططوا لتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، بتمويل وتوجيه من قيادة حماس في الخارج.
تضخيم مقصود
الكاتب والصحفي المختص بالصحافة العبرية محمد أبو علان قال لوكالة "صفا" إن الإعلام الإسرائيلي يعمل على تضخيم هذه الحملة، في محاولة لتبريرها أمام العالم من جهة، ولخلق انتصارات وهمية في الهواء، من جهة أخرى.
وأوضح أن الصحافة الإسرائيلية تنشر كل فترة تقارير عن اعتقال خلايا مسلحة خططت لتنفيذ عمليات، لكن لا أحد يتابع تطورات القضية وما يجري في المحاكمات، والتي غالبا ما يثبت أنه تم تضخيمها بشكل كبير.
فيما الحقوقي ومدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش وصف حملة الاعتقالات بالمثيرة للسخرية، خاصة وأن المعتقلين لديهم اهتماماتهم الوظيفية، وكثير منهم ليس له أي نشاط يستدعي الاعتقال.
وقال الخفش لوكالة "صفا" إن الجيش الإسرائيلي حاول بهذه الحملة إرسال رسالة إلى المجتمع الداخلي الإسرائيلي مفادها أن هذا الجيش يعمل ويحقق انتصارات ضد حركة حماس.
ونوه الخفش إلى لجوء قوات الاحتلال لتصوير عمليات الاقتحام وما رافقها من تفتيش وتدمير محتويات المنازل، وهو ما يعكس رغبة لدى الاحتلال بتسجيل انتصار وهمي.
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يحاول بهذه العملية تحسين صورته التي تضررت كثيرا بعد المعلومات التي كشفت مؤخرا عن الحرب على غزة".
وتوقع الخفش أن يتم تحويل غالبية المعتقلين إلى الاعتقال الإداري مباشرة، في حين يتم نقل البعض الآخر للتحقيق، وأن يتم الإفراج عن بعضهم بعد أيام.
اعتقالات سياسية
في السياق، قال المحاضر في جامعة النجاح الوطنية بنابلس الدكتور مصطفى الشنار إن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال في المدينة فجر اليوم، تأتي في سياق الحرب الدائمة على أبناء الشعب الفلسطيني وقواه الحية.
وأضاف الشنار في تصريح صحفي له أن الحملة الأمنية التي شارك فيها ما يقارب 800 جندي إسرائيلي، غير مبررة ولا مفهومة، وهي أقرب إلى طابع الاعتقالات السياسية، حيث تحل عشية حلول ذكرى يوم الأسير الفلسطيني.
وأشار الشنار إلى أن الحملة التي تجاوز المعتقلون فيها الـ30 معتقلًا، بينهم مواطنة وهي منى بكر السايح زوجة الأسير المحرر والصحفي المريض بسام السايح، استهدفت في غالبها من هم فوق الأربعين عامًا، وكانت غالبيتهم من الأسرى المحررين المحسوبين والمقربين من حركة حماس.
وذكر الشنار أن جميع المعتقلين الليلة قد تم اعتقالهم سابقا لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، فيما كان من بينهم عدد من الأكاديميين والمحاضرين في الجامعات والحقوقيين والإعلاميين.
أضف تعليق
قواعد المشاركة