مزارعون: الأمطار الخريفية تحسن جودة الثمر وتزيد الإنتاج
أكد مزارعون أن الأمطار الخريفية التي سقطت بالأمس على قطاع غزة رغم ضآلتها، إلا أنها تحقق فوائد للمحاصيل بخفض نسبة الأمراض التي سببتها موجة الحر الماضية، وتحسين جودة الثمار وزيادة الإنتاج لمزروعات الحقل المفتوح وكذلك الدفيئات الزراعية.
زيادة الإنتاج
استبشر المزارع محمود أبو سعادة من محافظة خانيونس بهطول زخات خفيفة من الأمطار أمس، قائلا :" الأمطار في هذا الوقت من العام ذات فائدة للمحاصيل الزراعية، فضلاً عن أنها تنظف الجو من أي سموم وتشفي المزروعات من الأمراض التي أصابتها خلال موجة الحر الماضية".
وأضاف أبو سعادة لـ"فلسطين :" درجات الحرارة المرتفعة أثرت على المحاصيل المزروعة في الدفيئات والحقل المفتوح أيضاً، وأحرقت زهر ثمار البندورة والخيار والباذنجان وغيرها من المزروعات التي ذبلت وأصابها الجفاف كالسبانخ والسلق والبقدونس".
وأشار إلى أن الأمطار رغم ضآلتها تفيد الأشتال وتزيد من جودة وإنتاج المحاصيل الشتوية التي زرعت استعداداً لقطفها في فصل الشتاء القادم كالبطاطس والسبانخ والسلق والجرجير والفول والبازلاء والفلفل.
وبين أبو سعادة أن المزارعين يستعدون للاستفادة من الأمطار بحفر برك تجميع المياه واستغلالها في ري محاصيل الدفيئات الزراعية، وخلطها أيضا بمياه الآبار بغرض تحسين جودة الثمار.
وفي سياق آخر توقع أبو سعادة استمرار ارتفاع أسعار الخضار حتى شهر فبراير القادم، نظراً لأن نحو 60% من المزارعين لم يزرعوا أراضيهم إما بسبب تجريفها بالكامل من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الأخير، وبعضهم تم تدمير شبكات الري وآبار المياه لديه.
تخفض الأمراض
بدوره ، بين مزارع الخضار أحمد فلفل من بيت لاهيا أن الأمطار الخريفية توفر الري على المزارعين، وبالتالي توفر عليهم تكاليف الوقود والكهرباء التي تستخدم لتشغيل آبار الري، فضلاً عن أن الأمطار تخفض من نسبة الأمراض التي تصيب النباتات، وستحسن من دخل المزارع نظراً لزيادة إنتاج المزروعات.
وأوضح فلفل لـ"فلسطين" أن زخات المطر تفيد المزروعات الشتوية التي زرعت لاسيما البطاطس والتوت الأرضي التي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة تتراوح مابين 15 إلى 25 درجة مئوية.
ولفت فلفل إلى أن المزارعين يمدون الدفيئات الزراعية بقنوات ري مصدرها مياه الأمطار، ومن هذه المزروعات البندورة والخيار والفلفل والباذنجان، ويحتاج نضوج المزروعات الشتوية ثلاثة أشهر والتي تستفيد من الأمطار التي ستزداد وتيرتها مع دخول فصل الشتاء.
توصيات للمزارعين
بدورها ، أفادت وزارة الزراعة في غزة بأن موسم الأمطار الخريفية بدأ برذاذ خفيف بلغ مقداره 2- 1 ملم في شمال ووسط القطاع، وتعرف هذه الأمطار محليا باسم "الوسم".
وأوضحت أن هذه الرشات الخفيفة مهمة جدا للمزارعين حيث يبدأ بعدها عادة موسم قطاف ثمار الزيتون.
وتوقعت الزراعة أن الطقس خلال الأيام القادمة سيكون خريفياً مستقراً ولا يتوقع الراصد الفلسطيني أي أعاصير أو أمطار غزيرة خلال الأيام القادمة حتى الأيام الأولى من شهر تشرين الأول (أكتوبر)، وتظل الأجواء مستقرة ودرجات الحرارة حول معدلاتها الطبيعية لمثل هذا الوقت من العام.
وقد أوصت الإدارة العامة للتربة والري المزارعين بضرورة الاستعداد لموسم الأمطار، بتسوية الأرض وحراثتها وتنظيف برك تجميع مياه الأمطار وخطوط النقل والتجميع.
وذكر مدير عام التربة والري نزار الوحيدي أن الأمطار في غزة تعتبر ذات أهمية، ويعتمد عليها المزارعون في ري محاصيلهم المزروعة زراعة مطرية، وكذلك الأشجار خاصة الزيتون، ومن منظور بيئي فإن للأمطار دورا مهما في معالجة المشاكل البيئية الناجمة عن استخدامات الأراضي المختلفة طوال الموسم الزراعي.
كما نوه إلى أنها ستمثل مشكلة للمزارعين الذين تضررت أراضيهم بفعل الاحتلال، والذين لم يستطيعوا استصلاح أراضيهم و ردم الحفر التي أحدثتها القذائف والصواريخ الإسرائيلية.
وعبر عن خشيته من الجريان السطحي والتسرب العميق لمواد كيميائية خطيرة أو سامة ناتجة عن القصف الإسرائيلي، فتصل بهذا إلى المياه الجوفية أو أماكن أخرى تتسبب فيها بأضرار بيئية أو زراعية لمناطق لم تكن عرضة للاستهداف المباشر.
فلسطين أون لاين
أضف تعليق
قواعد المشاركة