عيسى: غزة وحّدت الشرائح اللبنانية
في المخيمات الفلسطينية في لبنان يضجّ الزمن على الأوجاع لأجل غزة
هبة الجنداوي- بيروت
تقرير العودة
"لأنّ الزمن في غزة شيءٌ آخر.. لأنّ الزمن في غزة ليس عنصرًا محايدًا، إنّه لا يدفع الناس إلى برودة التأمّل، ولكنّه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة"... كلماتٌ قالها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في قصيدته صمتٌ من أجل غزة.. لكنّ العنوان يبدو وقعه مختلفًا بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث ضجّ الزّمن في مخيماتهم باسم غزة المحاصرة!
صدق درويش حين قال أنّ الزمن في غزة يدفع إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة.. فعلاً فقد أدرك اللاجئون الفلسطينيون في لبنان منذ مدة طويلة أنّ تلك المعاناة المتفاقمة الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان، لم ولن تكون حائلاً أمام رفع الصوت لأجل غزة، التي تعاني في الحقيقة مأساةً تفوق أيّة مأساة..
صوت غزة ضجّ المخيم
رغم مشكلة الأمن المفقود في مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني، ومشكلة تلوّث المياه في مخيم الجليل البقاعي، وأزمة إعادة إعمار ما تهدّم في حرب مخيم نهر البارد في الشمال اللبناني، إلا أنّ جميع تلك المخيمات وغيرها، قد خرجت ملبيةً نداء الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة لنصرة القوارب النسائية المتجهة نحو قطاع غزة في أيلول (سبتمبر) الجاري. حيث شارك المئات من اللاجئين في الفعاليات التي نظّمتها الحملة على مدار الأشهر الماضية، تسليطًا للضوء على هذا الحدث التضامنيّ لفكّ الحصار عن القطاع.
ومن المسير البحري في مدينتي صور وصيدا الجنوبيتين، إلى اعتصام الأمم المتحدة في بيروت والسلسلة البشرية من أطفال مدينة صيدا.. احتشدّ اللاجئون الفلسطينيون من كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان لأجل غزة، ولإعلان تقديرهم وتضامنهم مع تلك القوارب النسائية الأوروبية التي تجوب عباب البحر لتكسر حصارًا إسرائيليًا فُرض منذ 10 سنوات على غزة وأهلها.
وفي حديثٍ مع شبكة العودة الإخبارية، قال ممثّل الحملة في لبنان، رشيد عيسى، "رغم المشاكل الخاصّة التي ينفرد بها كلّ مخيم على حدى إلاّ أنّ حجم التفعال مع قضية حصار غزة يلقى صدًى واسع في أروقة تلك المخيمات".
ويضيف عيسى "ليس هناك مخيم فلسطينيّ في لبنان إلاّ واحتضن فعالية واحدة على الأقل لأجل غزّة".
وقد برهن اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أنّ قضايا الوطن الأساسية الثابتة كقضية القدس والانتفاضة وغزة والأقصى، لا يمكن أن تشغلهم صغيرةً أو كبيرةً عنها، حيث الوطن بحاجة لتعاضد وتضامن أهله لإعلاء كلمته.
حصارٌ كسر الطائفية والمأساة
وفي وقتٍ استطاعت فيه غزة أن تختصر آلام تلك المخيمات الفلسطينية، وأن تجعل الزمّن فيها يصرخ "لا للحصار"، كان لغزّة قدرةً فريدةً في أن توحّد البلد الذي يتألّم من النزاعات الطائفية..فقد شارك العديد من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في بعض الفعاليات التي نظّمتها الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مؤكّدين أنّ قوّة الشر تلك التي استطاعت أن تُخلف أبناء الوطن الواحد لن تستطيع أن تنتزع فلسطين من الضّمائر الحيّة.
وهو ما أكّد عليه منسّق الحملة في لبنان، بأنّ لغزة وقعٌ خاص في الشارع اللبناني الوطني، وفي الشارع العربي والأجنبي.
صحيحٌ أنّ للمخيمات الفلسطينية في لبنان مشهدٌ خاص ومآسٍ خاصّة وأسرار خاصّة.. ولکنّ أسرارها تلك جميعها ليست لغزًا بل هباءًا منثورًا أمام مشاهد غزة وحصارها!
أضف تعليق
قواعد المشاركة