مخاطر الانتخابات البلدية على المخيمات الفلسطينية في الضفة المحتلة وغزة

منذ 8 سنوات   شارك:

أصرد "مركز أطلس للدراسات" تقدير موقف تناول فيه التأثيرات المتوقعة وعوامل الخوف من الانتخابات البلدية المزمع اجراءها في الضفة المحتلة وغزة، وعرض "مخاطر الانتخابات القانونية، مخاطر الانتخابات على الخدمات التي تقدمها البلديات، ومخاطر الانتخابات البلدية على تعزيز الانقسام".

وقال المركز: إن "قبول أطراف الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني ما طرح عليهم من المبادرة إلى إجراء هذه الانتخابات يثير الكثير من التساؤلات، خاصة إن إدراكنا ووعينا قد اكتوي بالقناعة أنه لا يمكن الإجماع من قبل هؤلاء على مصلحة الوطن، وما يجمعهم هو تقاسم الوطن. وفي هذا السياق تفاجأنا بالانتخابات كما فاجأنا التوقيع على كل اتفاق يقتنع كل طرف انه يحقق مصالحه الخاصة، وبالتالي يتوقف الالتزام بالتنفيذ عند حدود تحقيق تلك المصلحة الخاصة، وخلال ذلك يسحق كل صوت ينادي ويحذر من مخاطر تلك الخطوات ويطالب المندفعين بالانتباه إلى مصلحة الوطن".

واعتبر المركز أنه "في نفس هذا السياق تأتي فكرة إجراء انتخاب البلديات، حيث المفاجئ هو تجاهل كل الألغام المفخخة التي نصبت للمشاركين فيها، ورغم ذلك يدوسون تلك الألغام بدون وعي نحو مصير حُدد لهم باتجاه إكمال الصورة الأخيرة في مشهد الانقسام الفلسطيني، فيبدو لبعض العابثين في المشروع الفلسطيني ان هناك شريان ما زال يتدفق رابطًا اشطار الوطن يجب ان يقطع".

وناقش التقرير مخاطر الانتخابات القانونية، ومخاطر الانتخابات على الخدمات التي تقدمها البلديات

1- تعريف الوطن

قانون الانتخابات البلدية ينص على إجراء الانتخابات في يوم واحد في كافة أجزاء الوطن.

والوطن هنا يعني "الضفة والقطاع" التي تجرى فيهما الانتخابات، وهذا يناقض ادعاء الفصيل المشارك بأن فلسطين لديه هي من النهر الى البحر.

2- إعفاء الوكالة من مسؤوليتها

قانون الانتخابات الفلسطيني لا يفصل بين المناطق الجغرافية التابعة لسلطة البلديات كمؤسسة من مؤسسات السلطة الفلسطينية، وتلك الخاضعة لسلطة الوكالة "الأونروا"؛ الأمر الذي سيترتب عليه ما يلي:

- يشارك جميع السكان في انتخابات البلدية، ومن ضمنهم ساكني المخيمات التابعين للوكالة "الأونروا"، والأصل ان تحافظ المخيمات على بقائها تحت إدارة الوكالة "الأونروا"، وإذا أرادت انتخابات فلتنتخب لجان شعبية تمثلها لدى الوكالة. مشاركة سكان المخيم في انتخابات البلدية قد يكون مدخلًا لتنصل الأونروا من تقديم الخدمات، والتي هي بالمناسبة تقلص من موازنتها على مدار السنوات.

- سكان المدن التي ترعاها البلديات يقيمون في بيوت مرخصة وعلى أرض طابو، ويدفعون ضريبة أملاك، وضريبة نظافة، أما سكان المخيم فلا رخصة لبيوتهم، ولا ضرائب على بيوتهم، ولا ملكية لهم في الطابو، ومشاركتهم في الانتخابات قد تكون مدخلًا للزج بهم في دفع تلك المستحقات للبلدية التي ستمثلهم وتقدم لهم الخدمات.

- المجتمع الدولي يكفل لسكان المخيم عدم الالتزام بمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية كممثلهم في تقديم الخدمات، ويكفل لهم حق التواصل مع المانحين من خلال الأونروا، بعيدًا عن أي ابتزاز سياسي.

- مشاركة سكان المخيم هي مدخل لإنهاء دور المخيم، والذي هو بالأساس شطب حق العودة وتوطين اللاجئين.

- نشير إلى قرار لجان المخيمات في الضفة الغربية بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية، في حين ان حمى التنافس الفصائلي في غزة تعمي الفصائل عن الانتباه لخطورة هذه النقطة، وهي ان الانتخابات المزمع عقدها تخفي في طياتها مشروعًا خاصًا بعزل غزة وتفكيك مخيماتها.

ثانيًا: مخاطر الانتخابات على الخدمات التي تقدمها البلديات

الجهات الفاعلة والمؤثرة في إنجاح أو إفشال البلديات في تقديم الخدمات للسكان هي جهات غير منسجمة، وتمثل مشاريع وأهداف متناقضة فيما بينها، وهذا يعيق عمل أي مجلس، ويتطلب دفع استحقاقات، وهنا نشير إلى أربع جهات أساسية:

1- المانحين لمشاريع البلديات: البنك الدولي،UNDP ، USAID، بكدار، مصلحة بلديات الساحل وسلطة المياه؛ هذه الجهات تقدم دعم للمشاريع المتعلقة بالبنية التحتية، وهي أهم موارد البلديات، وهذه الجهات لن تقبل أبدًا باعتبار هذه البلديات بلديات مقاومة، وهي تمسك بكافة خيوط الدعم الذي يشكل شريان الحياة لأداء البلديات.

2- صندوق تطوير وإقراض البلديات: وهو مكتب غير حكومي مقره رام الله، مهمته تقييم وتصنيف البلديات ومراقبة خططها الاستراتيجية، ويقرر في حجم المنح التي ترد على البلديات من قبل المانحين، يقيم البلديات من خلال حجم المؤسسات الاجتماعية ولجان الأحياء ومؤسسات دعم المرأة.

لا يمكن للمجلس البلدي تجاوز استحقاق هذا الصندوق، والذي يتدخل في أداء البلدية من خلال سلطته الرقابية وتصنيفه للبلديات وقدرته على حجب المشاريع، وهو ما يمكنه الضغط على البلدية وعرقلة أدائها حال تضارب مصالح المؤثرين.

3- وزارة الحكم المحلي: هي السلطة العليا الرسمية التي ترسم السياسات وتعمل على جلب المشاريع، ولكن منذ الانقسام تم إنشاء صندوق إقراض البلديات سابق الذكر ليقوم بالإشراف على جلب المشاريع ومقره رام الله، وبقيت مهمة رسم السياسات من مهمة الوزارة التي تسيطر عليها حماس في غزة، ومن هنا أصبح أداء البلديات مرتهن بالتوفيق بين الوزارة في غزة والصندوق في رام الله، ولقد استطاعت البلديات لحتى الآن التوفيق، لكن عند انتخاب مجلس قد يكون غير متجانس قد تصل الخلافات إلى تدخل الصندوق والوزارة المتناقضين والموزعين بين رام الله وغزة، وسيكون أمام المجلس خيار الاصطفاف مع رام الله وتقديم الجباية لحكومة غزة.

4- القوة الفاعلة على الأرض: فيما لو فازت أي جهة في الانتخابات في غزة بخلاف حماس ففي تقديرنا ان أجهزة حماس لن تسمح لهم بأداء عملهم، وبالمقابل لو فازت أي جهة في الضفة بخلاف فتح فإن أجهزة السلطة الأمنية ستقف عائقًا أمام عملهم.
 

 

المصدر: مركز أطلس للدراسات



السابق

الاحتلال يستقدم 290 يهوديًا من أميركا وكندا وبريطانيا إلى فلسطين

التالي

"أطلس فلسطين" مشروع وطني يحارب طمس الهوية منذ عشرين عامًا


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.