حقيقة في تزايدٍ واضح في لبنان..

"دروس التقوية" ظاهرة تعكس واقعاً تعليمياً سيئاً في المخيمات الفلسطينية

منذ 8 سنوات   شارك:

هبة الجنداوي- بيروت

"محمود" طفلٌ فلسطينيّ يعيش في مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت، يدرس في المرحلة الابتدائيّة في إحدى مدارس وكالة الأونروا في المخيم. يذهب محمود يومياً بعد أن يأتي من المدرسة عند الثالثة عصراً إلى أستاذه الخصوصي الذي يدرس عنده دروساً إضافية منذ 3 سنوات.

إذا تجوّلتَ يوميّاً في المخيم في الوقت الذي يعقب عودة الطلاب من مدارسهم، ترى أفواجاً من التلاميذ يحملون حقائبهم متوجّهين إلى الأساتذة والمعاهد التعليمية الخصوصية، لإنجاز ما عليهم من واجبات مدرسية، أو لإعادة فهم دروسٍ لم يستطعوا فهمها في المدرسة.

والناظر إلى هذا الوضع التعليميّ يجد أنّ ظاهرة الدروس الخصوصية متفشيةً في جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث تدفع بعض العائلات ربع معاشها للدروس الخصوصية، التي لا تقلّ كلفتها الشهرية عن 50$، ما يحدّ من فكرة مجانية التعليم التي تقدّمها وكالة الأونروا للاجئين.

عائلة أبو محمود الذي يعمل معمارياً في مخيم برج البراجنة واحدة من تلك العائلات. "أبو محمود" لديه 4 أولاد يتوزعون ما بين المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. حيث يدفع نحو 250$ قسطاً شهرياً لأبنائه لتلقّي الدروس الخصوصية، خاصة أنّ ابنته طالبة شهادة ثانوية هذا العام، وهي بحاجة إلى دعمٍ أكاديميّ إلى جانب ما تتلقاه في المدرسة.

لكن من الغريب في الأمر خلال اضطلاعنا على حقيقة هذه الظاهرة في مخيم برج البراجنة كنموذج، أنّ فكرة "دروس التقوية" باتت بديلاً يلازم التعليم وضرورة لا بدّ منها بين الطلاب الفلسطينيين في المخيمات. ومن الغريب في الأمر أن يكون الأطفال في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية هم الأُخَر بحاجة إلى دروس تقوية!

إذا رجعنا قليلاً لنبحث في أساس الأزمة، هنا لا بدّ من بحث الأسباب التي دفعت إلى تنامي هذه الظاهرة خاصة بين المجتمعات الفلسطينية. ومن تلك الأسباب ضعف التحصيل العلمي للكثير من أهالي الطلاّب، والخلل في النظام التعليمي لمدارس وكالة الأونروا الذي يؤكّد عليه الكثير من الباحثين الاجتماعيين والتربويين الفلسطينيين. كذلك الأزمات التي تواجهها الأونروا والتي كانت على وشك أن تضع آلاف الطلاب الفلسطينيين على حافة الضياع الأكاديمي.

ومع تنامي هذه الظاهرة المجتمعية نجد أنّ نسبة الفقر في المخيمات الفلسطينة في لبنان وصلت إلى 65%، كذلك بلغت نسبة البطالة بين العمّال الفلسطينيين 56%، في مسح للجامعة الأميركية في بيروت في صيف 2010. وقد باتت هذه الظاهرة تستنزف جزءاً مهماً من ميزانية الأسر الفلسطينية التي تعاني في الأصل من صعوبات في المستوى المعيشي.

ولمواجهة هذه الظاهرة التي تتنامى عاماً بعد آخر يجب توعية الأهالي والطلاّب إلى أنّ المعاهد والدروس الخصوصية يجب أن لا تكون بديلاً عن المدرسة، فالمدرسة هي الأساس. كذلك لا بدّ من المطالبة بتحسين المستوى التعليمي لمدارس الأونروا، بهدف النهوض بالشباب الفلسطيني نحو الأفضل.
 



السابق

إقفال مكاتب الأونروا في مخيمات لبنان ضمن البرنامج التصعيدي للفصائل

التالي

دعوات لاعتصام أمام الجامعة اللبنانية الأميركية رفضاً لقرارات الأونروا


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.