من لا يعرف ما سيجري غداً في بيروت، عليه أن يسأل المخيمات الفلسطينية في لبنان حتى يجد الإجابة، وليخبره عن قصة شعب مظلوم ومحروم من أبسط حقوقه الإنسانية، وليخبره أيضاً أن المواجهة غداً لن تكون كسابقاتها المستمرة منذ نحو اسبوع مع "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا". وأرض الملعب غداً هو المكتب الرئيسي للأونروا في بيروت، حيث ستزحف كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية للإعتصام المركزي الذي دعت اليه لجنة "إدارة الأزمة" والقيادة السياسية الفلسطينية الموحدة للوقوف بوجه "الأونروا" والهتاف وبصوت واحد "لا عودة عن الاحتجاجات دون عدول "الأونروا" عن القرارات".

هذا وواصلت الصحافة اللبنانية الصادرة لهذا اليوم متابعاتها لملف الصراع الدائر بين "الأونروا" والمخيمات، وقد سلطت الأضواء على ما يمكن ان يحصل غداً، في ظل إصرار المخيمات على الزحف الفلسطيني غداً الى مركز الأونروا الرئيسي في بيروت، وعزم التجمعات الفلسطينية على أن لا تعود قبل أن تتراجع "الأونروا" عن جميع قراراتها وتقليصاتها المجحفة والظالمة بحق الأهالي.

وفي هذا الإطار، كتبت جريدة "المستقبل" اللبنانية تقريراً بعنوان: " كرة التحركات الفلسطينية في ملعب الأونروا"، أشارت الى ان الانظار "غداً الجمعة، الى الزحف الفلسطيني المرتقب من المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان باتجاه المركز الرئيسي للأونروا في بيروت مقابل المدينة الرياضية في بئر حسن، لتنفيذ اعتصام مركزي حاشد يتوج اكثر من اسبوعين من التحركات والاحتجاجات الرافضة لقرارات الأونروا الأخيرة في ما يتعلق بتطبيق نظام استشفائي جديد للاجئين الذين رأوا فيه من جهة، تقليصاً في الخدمات من قبل الوكالة، ومن جهة ثانية زيادة في الأعباء على الفلسطيني في لبنان".

وأضافت الجريدة: ان قيادة مشتركة من الفصائل والحركات والهيئات واللجان الشعبية هي التي تقود هذا التحرك المركزي...

وترى الصحيفة أن الكرة حالياً تبدو في ملعب الوكالة نفسها ومن خلفها الدول المانحة وما يفترض ان يكون حمله شمالي في جعبته من لقائه الأخير مع المفوض العام بيار كرينبول لإبلاغه الى الفصائل التي ستقرر بدورها طبيعة وحجم وسقف وهدف أي تحرك مقبل. وهي أي الفصائل- لا تترك مناسبة الا وتؤكد فيها ان ما يجري حالياً ليس مواجهة بين اللاجئين والأونروا، وانما بينهم وبين المجتمع الدولي المسؤول عن تأمين ميزانية الوكالة، وان اللاجئين في لبنان لا يعتبرون تحركاتهم ضد الوكالة، بل للدفاع عن بقائها واستمراريتها، لأنها ملاذهم الوحيد في ظل عدم حصولهم على الحقوق المدنية والاجتماعية، وهي الاطار الرسمي والشرعي الوحيد الذي يشكل اعترافاً دولياً بقضية اللاجئين الفلسطينيين حتى العودة.

وقالت المستقبل: "رغم عدم استبعاد امكانية توجه اللاجئين الى العصيان المدني في حال عدم تراجع الأونروا، فان المؤشرات حتى الآن تدل ان التحركات المقبلة ستبقى محكومة بسقف اجتماعي انساني بحيث لا تصل هذه التحركات الى مرحلة تشل فيه نهائياً عمل الوكالة او تضطرها لنقل عملها خارج المخيمات، بما يؤثر سلباً على اللاجئين وأوضاعهم الحياتية".

أما جريدة "السفير" التي استعملت عبارة "طلعت ريحتكم" في تقرير وصفت به الأونروا على أنها فضحت ووضعت في خانة المسؤولية والحساب وبدأت رائحتها السياسية الظالمة تنال من همة شعبنا وخدماته وحياته، وقالت في التقرير الذي جاء بعنوان " مخيمات صيدا والجنوب للأونروا: طلعت ريحتكم"،

ونقلت الجريدة البيان الذي أصدرته «اللجنة الشبابية الفلسطينية» وحمل عنوان «يا إدارة الأونروا "طلعت ريحتكم" وجاء فيه: «لقد كسر الفلسطيني حواجز الصمت والخوف والتردد في سبيل استرداد حقه الطبيعي في الاستشفاء والطبابة، وأن صوتنا أحدث هزة في عمَّان، حيث المقر العام للأونروا، حتى أن المدير العام للوكالة في لبنان ماتياس شمالي لم يستوعب ما يحصل من ردة فعل شعبية وهو يرى الشعب يثور في وجه سياساته التقليصية». وأشار البيان إلى أن "إدارة الأونروا في عمان، أرسلت مستشاراً إلى لبنان ليساعد شمالي على الخروج من هذه الأزمة"...

وشدّد البيان على عدم قبول اللاجئين بأنصاف الحلول، أو الحقوق المجتزئة فقد «طلعت ريحكتم، وأصبحنا نعرف ألعابكم وحيلكم وأسلوب المماطلة والتأجيل».

المصدر: وكالة القدس للأنباء