الناشطة حلواني: نساء القدس يتصدرن في الدفاع عن الأقصى
لا تزال المرأة الفلسطينية في القدس رمزًا للصمود وتحمل اعتداءات الاحتلال التي لا تتوقف، وفي انتفاضة القدس برز دورها أكثر وأكثر، خاصة مع ارتفاع وتيرة الاعتداءات عليها، ما أسهم في تأجيج الانتفاضة وتفاعل الشباب معها دفاعًا عن النساء، إضافة إلى حالة التضامن العربية والإسلامية وحتى الدولية.. وفي هذا السياق، حاورت "فلسطين" الناشطة المقدسية هنادي حلواني.
من أسباب الانتفاضة
وتقول حلواني: "كانت وما زالت المرأة لها دور كبير في النضال والجهاد والثبات فهي المجاهدة، وهي الأسيرة وهي أم المجاهد وزوجته وأخته، وهي التي أنجبت وربت المجاهدين، وهي أسيرة وأم وأخت وزوجة وابنة أسير، تحملت المرأة الفلسطينية ما لم تتحمله امرأة في العالم، فهي رمز الصمود والثبات".
وتضيف: "لا شك أن من أسباب اشتعال الانتفاضة الاعتداءات المتكررة على النساء وخاصة نساء الأقصى اللواتي أخذن على عاتقهن همَّ ومسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى وعن شرف الأمة الإسلامية جمعاء، وقفت وحدها في الميدان تقارع سطوة الاحتلال وظلمه وقهره، على الرغم من التنكيل بها والاعتداء الوحشي المتكرر عليها باستخدام وسائل القوة المفرطة من قنابل غاز وصوت وفلفل ورصاص مطاطي وضرب بالهراوات وسحل ونزع حجاب وإهانة واعتداء لفظي".
وتابعت حلواني: "كل هذه الاعتداءات أدت إلى تأجيج الوضع وغليانه، ما أدى إلى ولادة انتفاضة القدس التي جاءت لتعزي قلوب النساء والأطفال والشيوخ والرجال".
وأوضحت أنه على الرغم من أن المرأة كانت ترابط في المسجد قبل ذلك الوقت، إلا أن الاعتداءات عليها تزايدت مؤخرًا، وذلك لما رأى الاحتلال دور المرأة الكبير في عرقلة مخططاته وإفشالها والكشف عنها من خلال تواجدها ودفاعها وقوتها وصمودها".
وأكملت: "من هنا بدأ الاعتداء على المرأة المقدسية والفلسطينية بشكل عام، وتخويفها وتهديدها من خلال سياسة التحقيق والإبعاد والملاحقات والاعتقالات، فصرخت النساء في وجه العالم ليعلم ما يدور في المسجد الأقصى من خلال تسليط السلاح الإعلامي الذي كان له الدور الأكبر في نقل صورة الوضع والمعاناة التي يشهدها الأقصى ونساؤه، وقد أبرز الإعلام دور المرأة في الدفاع عن المسجد الأقصى".
رد فعلٍ مختلف
وأكدت حلواني أن استمرار الاعتداءات وتصعيدها وما واكب ذلك من اعتداءات على النساء داخل الأقصى وخارجه، وطردهن إلى خارج البلدة القديمة بكل وسائل القوة المفرطة وإبعادهن واعتقالهن، وما واكب ذلك من تضييقات على المصلين والمرابطين والاعتداءات على المسجد الأقصى والاقتحامات اليومية، كل ذلك أدى إلى تفجير الوضع، وخاصة أن القدس بؤرة الصراع الديني والعقائدي.
وقالت: "مما لا شك فيه أن ديدن الاحتلال استخدام القوة بكل صورها لأنه يحاول انتزاع الحق منا بالقوة، كونه يدافع عن باطل، ومما لا شك فيه أيضًا أن الاعتداء على النساء ليس شيئًا جديدًا، ولكن تمادي الاحتلال وتصعيده وشراسته التي يتعامل بها حاليًا مع المرابطات ناتجة عن خوفه من دورهن البارز في الدفاع عن الأقصى وحمايته، ولأنه لم يتوقع يومًا أن يرى من صمود النساء وثباتهن ما رأى".
ولفتت النظر إلى أن رد الفعل على ما تتعرض له النساء في القدس جاء مختلفًا هذه المرة، إذ كانت من الشعب كله في جميع أرجاء الوطن، ما أدى إلى وحدة واضحة من خلال دفاع الجميع عن هم مشترك، ووطن واحد من مختلف الفصائل.
وتابعت الناشطة المقدسية: "ردة الفعل لم تقتصر على فلسطين فقط، فكما شهدنا هناك ردود فعل على مستوى الشعوب من خلال المظاهرات والمسيرات الداعمة للانتفاضة والداعمة للمرابطين والمرابطات".
المصدر: فلسطيني أون لاين
أضف تعليق
قواعد المشاركة