تقدمت المواقف السياسية لحماية "المبادرة الفلسطينية الموحدة" على الهواجس الامنية التي تؤرق بعض المخيمات، وبدا الاهتمام منصبا على دعمها وتحصينها من الفشل والانهيار في اعقاب بعض الاحداث الامنية التي شهدتها مخيمات عين الحلوة والمية ومية والبص اخيراً، حيث يتوقع عقد لقاء قريب لحسم تفعيل القوة الامنية المشتركة في عين الحلوة.

بدا المشهد الفلسطيني يعمل على خطين موازيين، الاول ضرورة مقاربة الموقف السياسي الموحد بإجراءات "أمنية رداعة" تمنع اي خللمن تطبيق بنود المبادرة وذلك من خلال رفع الغطاء السياسي عن اي مخل ومرتكب وتفعيل القوة الامنية المشتركة وتعميمها على باقي المخيمات، والثاني دعوة الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية الى دعمها عبر منح الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية والانسانية وصولا الى العيش الكريم والقيام بخطوات لتخفيف الإجراءات الامنية حول المخيمات.

بركة

فلسطينيا، أكّد ممثل "حماس" في لبنان علي بركة تمسك الحركة بالمبادرة الفلسطينية الموحدة والالتزام بها على اعتبارها مصلحة فلسطينية - لبنانية مشتركة وهي رسالة فلسطينية لتطمين الأشِقَّاء في لبنان، قائلا "انّ الفلسطينيين واللبنانيين لن يكونوا إلا عامل استقرارٍ في هذا البلد العزيز ولن يكونوا طرفاً في أيّ مشروعٍ داخليّ، معتبرا "أنّ المبادرة تهدف لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان ولتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية – الفلسطينية، مطالبا الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية بالقيام بإجراءات إيجابية ملموسة لتخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني وتخفيف الإجراءات حول المخيمات".

ودان بركة خلال احتفال اقامته اللجان النسائية في حركة حماس في منطقة صيدا بمناسبة أسبوع الشهيدين (الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي) ويوم الأسير الفلسطيني في قاعة بلدية صيدا، الأحداث الأمنية الأخيرة في مخيمي المية ومية وعين الحلوة، مطالبا الدولة اللبنانية بإقرار الحقوق المدنية والإنسانية، مؤكدا أنّ قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هي قضية سياسية ناتجة عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وأنّ الحلّ العادل لها يكون بعودة اللاجئين إلى ديارهم في الجليل والمثلث والنقب وكل فلسطين.

الرفاعي

بالمقابل، أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أن الفلسطينيين ليسوا جزءاً من صراعات المنطقة، وهناك من يريد زجّهم فيها، ليتحولوا من مدافعين عن حقوقهم ووجودهم، إلى جزء من الصراع الداخلي العربي، وهذا العمل يهدف إلى تشتيت وضرب الوجود الفلسطيني وحاضنته في لبنان، وأن المبادرة الفلسطينية جاءت تأسيساً لمرحلة جديدة، وتحتاجُ إلى دعمٍ لبنانيٍّ، عبر إعطاء الفلسطينيِّ حقه في العيش الكريم.

وقال الرفاعي خلال احتفال نظمته حركة الجهاد الإسلامي في المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لملحمة جنين البطولية، بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية وحشد كبير من أبناء المخيمات الفلسطينية... "ما تمارسه السياسة الأميركية اليوم من فرض تسوية على الشعب الفلسطيني، وإرغام السلطة على توقيع اتفاق مذل، يسقط حق شعبنا في العودة إلى فلسطين، وهذه السياسة لن تواجه الا بالمقاومة"، مُحمّلاً السلطة الفلسطينية المسؤولية الأولى لإعادة إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية.

"الجماعة"

لبنانيا، أكد المسؤول السياسي لـلجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود "أن الأمن الاجتماعي والأمن السياسي هما الأساس في تحقيق الأمن والاستقرار"، قائلا عقب استقباله في مركز "الجماعة" في صيدا رئيس بلدية الهلالية سيمون مخول يرافقه المهندس فهد بحضور المسؤول التنظيمي أحمد الجردلي ومسؤول منطقة عبرا في الجماعة خالد العتر، "لقد شددنا على اهمية تعزيز مفهوم المواطنة والتلاقي والحوار بين أبناء المنطقة وعرضنا على البلدية كما عرضنا على غيرها من بلديات المنطقة اقامة نشاطات اجتماعية وثقافية واقتصادية تساعد أبناء المنطقة على الاندماج والتلاقي ضمن القيم الانسانية والوطنية والتربوية والأخلاقية التي تميزت بها مناطقنا".

"الفجر"

وعقد المكتب السياسي في تيار الفجر اجتماعا أسف فيه للاحداث الأمنية التي حصلت في بعض المخيمات الفلسطينية في صيدا وصور، مناشدا كل القوى والجهات الفلسطينية واللبنانية المعنية بذل قصارى الجهد من أجل العمل على حفظ أمن هذه المخيمات ونزع فتائل التفجير والالتزام التام والكامل ببنود الوثيقة الفلسطينية التي نعلن تمسكنا بها اليوم اكثر من أي وقت آخر، معربا عن خشيته من محاولات البعض السعي لضرب هذه المبادرة في مهدها وكأن بعض الاحداث الأمنية قد رتبت وأعدت لتشكل عاملاً مضاداً ومحبطاً لمضمون هذه الوثيقة الوطنية الهامة.

المصدر: محمد دهشة – البلد