الوكالة" تبدأ بمخطط جديد : هل أصبحت "مخيمات اللاجئين" في قطاع غزة أمراً واقعاً ؟
تعتبر مخيمات قطاع غزة المكتظة بالسكان الاجئين المهجرين من بلداتهم الاصلية داخل الاراضى التى احتلتها اسرائيل عام 1948، خط احمر لا يمكن الاقتراب منه بهدم منازله او التدخل فى شؤون اللاجئين، سوى تطوير المخيمات من بنى تحتية وتبليط شوارع وتمديد شبكات المياه والكهرباء.
إلا ان المشروع الجديد الذى ستعمل الوكالة على تطويره داخل مخيمات القطاع يعتبر الاول من نوعه فى حياة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين داخل المخيمات ، بشق طرق جديد واقامة ملاعب ومنتزهات داخل المخيمات، قد يصل الامر لهدم منازل ايضا من اجل ذلك .
واعتبرت الاونروا هذا المشروع تجريبى مبدئيا فى منطقة دير البلح، لتحسين حياة اللاجئين من خلال القيام باعمال مستدامة فى بيئة المشروع الاجتماعية والمادية .
قد بدأت الاونروا بوضع نواة المشروع بعد الاجتماع الذى دار صباح اليوم فى بلدية دير البلح ، بفضل منحة مالية بقيمة 40 مليون دولار ، قدمها برنامج مجلس دول التعاون الخليجى لاعمار غزة، وسيشارك لاول مرة سكان مخيم دير البلح فى تقرير كيفية صرف هذا المبلغ، وتشجيعهم على طرح الافكار، واشراكهم ايضا فى التنفيذ .
ومن المتوقع ان يستمر المشروع ثلاث سنوات تبدأ من شهر 4/2015، وستكون بدايته التجريبية فى مخيم دير البلح ، وهناك احتمال ان يمتد هذا المشروع فى المستقبل الى الثمانية مخيمات الاخرى للاجئين فى قطاع غزة.
فخلال اكثر من ستين عاما حدث توسع للعمران فى المخيمات، بدون ان يكون هناك خطة شاملة مصاحبة لهذا التوسع ، مما ادى الى الازدحام وتدهور حالات الطرق، مما حد بشكل كبير من التدفق والحركة بشكل امن، واسهم فى تدنى مستوى جودة الحياة، كما تعانى كثير من المنازل سوء تهوية وتكون حارة صيفا وباردة شتاءا .
ويعتبر 51بالمئة من سكان قطاع غزة هم دون سنة الثامنة عشرة، ولا يوجد فى مخيم دير البلح اماكن عامة مناسبة لالتقاء الشباب وممارسة انشطة رياضية وترويحية، مما يزيد من مستوى التوتر النفسى، وتتزايد الحاجة لوجود مساحات خضراء واماكن مفتوحة فى المخيم.
وسيتم تنفيذ مشروع تطوير مخيم دير البلح على مرحلتين، الاولى قبل الانشاء بمدة تقديرية سنة واحدة تحتوى على عملية التخطيط والمشاركة التى يقوم فيها سكان المخيم بتحديد اولوليات المشروع، ووضع خطة عامة للتنفيذ، بحسب الاولويات التى يتم تحديدها من قبل سكان المخيم .
والمرحلة الثانية مرحلة الانشاء والتى تقدر بسنتان ، وتشمل تنفيذ الخطة العامة التى تعكس احتياجات واوليات اللاجئين ، وبحسب توجيهات الخبراء الذين قاموا بوضع خطة التنفيذ .
وسيتم تكوين فريق عمل على مستوى المخيم مع وجود تمثيل لفئات السكان فى المخيم وموظفى الاونروا، بالاضافة لشركاء وخبراء تخطيط اخرين، وستكون هذه المجموعة شريكة لفريق عمل المشروع فى التقييم والتخطيط والتنفيذ .
وقد اجتمع اليوم مدير عمليات الاونروا روبرت تيرنر مع وجهاء دير البلح، بحضور وزير الاشغال مفيد الحساينة ورئيس لجنة اللاجئين فى منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الاغا، واعلن الدكتور عبد الكريم جودة مدير المشروع فى بلدية دير البلح عن البدء رسميا فى مشروع تطوير مخيم دير البلح ، حيث ستبدأ المرحلة الاولى بتوزيع استبيانات يشارك فيها سكان المخيم، وسيتم اشراك شركة الكهرباء ومصلحة المياه وجميعة المعاقين وبلدية دير البلح ووزارة الاشغال العامة فى تطويره.
وقال روبرت تيرنر ان الجميع سيشارك فى اتخاذ القرار والاوليات ووضع تصور ناجح، وهذه التجربة الاولى ستكون بمجرد اختبار وستكون هناك مساحة للتعلم.
وياتى هذا المشروع فى وقت حاسم بالنسبة للاجئين فى قطاع غزة، فبعد مرور ما يزيد عن سبعة اشهر على انتهاء الحرب على قطاع غزة، ما تزال الاخبار الطيبة حدثا نادرا ، واوضح" اود ان يعرف الجميع ان المبلغ مخصص للمشروع وهذه الاموال لا يمكن تحويلها لخدمات اخرى فى المخيمات".
واكد خلال حديثه انه سيتم افتتاح شوارع جديدة فى المخيمات بناء على الحوار مع الجميع، مؤكدا عدم علمه حاليا هل اذا كان توسيع الشوارع من الاوليات ام لا، حيث تم الاتفاق مع بلدية خانيونس فى مشاريع سابقة على توسيع الشوارع، ووزعت منازل بديلة فى المشروع للمواطينن المتضررين من عمليات الهدم، وسيكون صرف المبلغ لتطوير المخيم وليس للبنية التحتية ، مشيرا الى ان هذه المرة الاولى التى يتم اشراك المجتمع المحلى بهذا الحجم .
واشار خلال حديثه الى انه لا يوجد اى مخطط قريب لتوسيع شارع البحر( الرشيد) غربى دير البلح، الا اذا قام المجتمع بتحديد هذا ضمن اولويات المخيم فسيتم اخذه فى الاغتبار .
وفى ذات السياق قال الكتور زكريا الاغا، ان المشروع سيشمل اقامة حدائق عامة وملاعب رياضية لسكان المخيم، وان المشروع له انعكاسات على سكان المخيم من اللاجئين، مؤكدا انه لا يؤثر على خصوصية المخيم كونه الشاهد الوحيد على النكبة الفلسطينية وعنوان للهوية الفلسطينية .
ويذكر ان مخيم دير البلح انشئ عام 1948 ، ويعد الاصغر من بين ثمانية مخيمات للاجئين الفلسطينيين فى قطاع غزة ، ويمتد المخيم على مساحة 174,200 متر مربع ، ويقع على شاطئ البحر، ويعيش فى المخيم اكثر من 21000 لاجئ مسجل، والازدحام والفقر هما من الملامح الرئيسية للحياة فى المخيم .
المصدر: دنيا الوطن
أضف تعليق
قواعد المشاركة