بحفظ القرآن.. "أكفاء وصم" غزة يتغلبون على إعاقتهم

منذ 9 سنوات   شارك:

 عندما تتعطل لغة الكلام ويسمو حديث الروح على أنقاض دنيا زائلة، ويكسر هذا الصمت المريع نبضات قلوب حافظة للقرآن، ويكتمل المشهد بإرادة فولاذية لم تقعدها الإعاقة، بل أحدثت في ذاتها ثورة على كل مستحيل.. حالة تجسدت مع من فقدوا أهم حواسهم (السمع- النطق- البصر)، ولكنهم تغلبوا على إعاقاتهم بقلوب طموحة متوقدة بنور الله.

ضمن مخيمي (نحو النور 3) و(بالقرآن نسمو 2)، واللذان احتضنهما دار القرآن الكريم والسنة بغزة، بتمويل من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم- جدة، وفيفا فلسطين- ماليزيا، قصص تبدو للوهلة الأولى إعجازا، ولكن صانعيها يقولون بالإرادة نحقق ما نريد..

"المركز الفلسطيني للإعلام" شارك الحفل الختامي لتتويج مخيمي "نحو النور وبالقرآن نسمو"؛ ليحمل سعادة من الصعب وصفها للمتوجين.

دعم الكفيف

لم تستطع الطالبة شيماء أبو مصطفى أن تخفي فرحتها بعدما حفظت أجزاء من القرآن الكريم خلال مشاركتها في مخيم "نحو النور".

وقالت بابتسامة زينت كلماتها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "لقد تعلمت بالمخيم تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وحفظت أجزاء منه، وتعلمت كذلك السيرة النبوية الشريفة وغيرها من الأمور التي شعرت حينما تعلمتها بالسعادة الغامرة، خاصة أنني أتعلم كتاب الله تعالى".

وذكرت أن المخيم كان له الأثر الجميل عليها من خلال المعاملة، خاصة أن زميلاتها بالمخيم هن كفيفات فكن أقرب على فهم بعضهن البعض.

وبينت أنها حصلت على شهادة جامعية في التربية الخاصة، وتتمنى أن تحصل من خلالها على وظيفة، بحيث تكون إنسانا منتجا ولها بصمتها في الحياة، وأن تعقد دورات للكفيفات لزيادة مهارتهن وتنميتهن.

وفي همسة أرادت أن تسمعها للجميع قائلة: "أتمنى أن لا يتم تهميش الإنسان الكفيف فهو مثل غيره، وإن فقد حاسة البصر، فالإنسان الكفيف له القدرة على التعلم والعمل كذلك، وله طموحات مثله مثل غيره، فلماذا يتم النظر إليه بشيء من التهميش والنقص؟!".

احتضان المخيم

أما الطالبة الكفيفة هنية سهيل، فكانت سعيدة بأن تكون ضمن طالبات مخيم "نحو النور"، خاصة أنها استطاعت أن تحفظ القرآن وتثبته بفضل الله تعالى، ثم المعاملة الطيبة التي ساعدتها على الحفظ والتثبيت.

وقالت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "أتمنى أن تكون هنالك المزيد من هذه المخيمات التي شعرت من خلالها بالاستفادة والسعادة، خاصة أن المخيم تنوع ما بين تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية، إضافة إلى أجواء من الترفيه الجميلة".

وتمنت أن يكون هنالك تواصل مثل هذه المخيمات التي وصفتها بالمميزة، والتي تعطي اهتماما للطالبة الكفيفة، مما يزيدها رغبة بالتعلم والحفظ أكثر فأكثر.

أما الطالبة الصماء هديل الزق، والتي كانت ضمن طالبات مخيم "بالقرآن نسمو"، فقد اكتفت بابتسامة جميلة رسمتها على ملامح وجهها، وهي تؤكد لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" من خلال إشارات يدها، أنها حفظت سورا من القرآن الكريم من خلال مشاركتها بالمخيم.

سعادة بالغة

لقد كانت سعادة بالغة من الصعب وصفها خاصة أن تأتي في تتويج النجاح لمخيمي "نحو النور وبالقرآن نسمو"، حيث عبر رئيس مجلس إدارة دار القرآن والسنة الدكتور عبد الرحمن الجمل، عن فخره وسعادته البالغة بالوصول إلى جميع شرائح المجتمع الفلسطيني.

وقال، إن الاحتفاء بهذه الفئة لهو دليل على أن هذا القرآن يرفع الله تعالى به أصحابه، نحن هنا لنكرم كل من بذل جهداً كبيراً في تحفيظ كتاب الله تعالى من محفظين وإداريين وعاملين".

وأشاد بمؤسسة "فيفا فلسطين- ماليزيا"، والتي ما فتئت تدعم مخيمات تحفيظ القرآن في فلسطين، والذين أبدوا اهتماماً شديداً بفئة الصم والمعاقين بصرياً، بل زوّدوهم بمصاحف مكتوبة بلغة "بريل"، -وهي مصاحف مكتوبة برموز بارزة تمكن المعاق بصرياً من تحسس شكل الحرف، وبالتالي معرفته ونطقه- وكان لها أثر عظيم في مساعدة الكفيف على تلاوة القرآن الكريم وحفظه.

وأضاف: "أما المجتمع الثاني فهم شريحة الصم، فقد تعلموا القرآن بلغة الإشارة، وقد زرت الطلاب في المخيمات ولمست كم السعادة على وجوههم وهم يفهمون القرآن ويحفظونه بلغة الإشارة، ونعدهم بأن نواصل العمل، فهذه الفئة لها حق علينا".

وأوضح: "بدأنا بـ(18) طالباً وطالبة، واليوم لدينا (60) طالبا وطالبة، حيث تعلموا القرآن وما يتعلق به من علومه، حيث كانت هناك بعض الدروس الدعوية، إضافة إلى بعض الرحلات الترفيهية".

وأكد: "سنتواصل مع المؤسسات الراعية والداعمة لهذه المشاريع، كالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في السعودية، وسيكون لنا في كل عام مخيم أو اثنان بإذن الله تعالى، فهدفنا أن نحفّظ كتاب الله لكل من أراد حفظه".

كما توجّه بالشكر إلى الإخوة في وزارة التربية والتعليم الداعمين لهذه الشريحة من المجتمع وإلى العاملين في مدرسة صادق الرافعي الثانوية، وهي الأولى في فلسطين التي تعلم القرآن لفئة الصم، وفي معهدي النور والأمل للمكفوفين.

الجانب الديني

بدوره أكد خالد فضة ممثل وزارة التربية والتعليم على حرص الوزارة على الوصول بالطلبة إلى مستويات عليا في الجانب الأكاديمي، وعدم إغفال الجانب الديني في ذات الوقت.

ودعا العاملين في دار القرآن الكريم والسنة إلى مزيد من العمل والتواصل مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك توسيع العمل لتحفيظ السنة النبوية، وتوفير المزيد من الحوافز، كالسفر في رحلة عمرة للتعريف بسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-.



السابق

نشطاء يقطعون طريقا يربط "معاليه ادوميم" بالقدس

التالي

القوات البحرية المصرية تهاجم قارب صيد فلسطيني وتعتقل من فيه


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.