"نتفليكس" تروج للرواية الإسرائيلية على حساب ضحاياها

منذ 5 سنوات   شارك:

يستطيع متابعو أعمال منصة بث المحتوى الترفيهي العالمية "نتفليكس"، أن يلاحظوا مدى اهتمامها المتزايد بإنتاج المحتوى الإسرائيلي، لكن دوافع ذلك قد تكون مرتبطة بما هو أعمق من محض الإنتاج التجاري، فهناك من يرى أن المنصة تعمل على ترويج إسرائيل عالميا، كجزء داعم لعمليات الـ"هسبرا".

وأعدت الكاتبة الأميركية المناهضة للاستعمار، بيلي فرناندز، مقالا مطولا في موقع "ميدل إيست آي"، فصّلت فيها كيفية ترويج "نتفليكس" لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين، وعرضها شخصيات استخباراتية كأبطال، والضحايا كمجرمين، في ظل تعتيم على جرائم الاحتلال.

وتحدثت فرناندز، التي تعمل أيضا كمحررة رئيسية في مجلة "جيكوبين" اليسارية، عن عدّة إنتاجات ضخمة قامت المنصة بإصدارها أو بشراء حقوق نشرها، مؤخرا، والتي تتناول عمليات "نوعية" نفذها الموساد خلال القرن الماضي، أو تعرض سيرة ذاتية لعملاء إسرائيل العرب، والتي تُعرض في هذه الإنتاجات من وجهة النظر الإسرائيلية الترويجية فقط، دون عرض الواقع بحذافيره أو الإشارة إليه.

المعتدي بطل والضحية تمثل الشر

أنتجت "نتفليكس" مسلسل "الجاسوس" الذي يُفترض أنه يوثق النسخة الإسرائيلية لسيرة عميل الموساد الشهير إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965، بعدما مكث في سورية لمدة أربعة أعوام، مقيما علاقات وثيقة على المستوى السياسي، منتحلا اسم "كامل أمين ثابت".

وحول هذا العمل، قالت فرناندز إنه أنسن العميل الإسرائيلي، وجعله يبدو كشخصية "وطنية ومتواضعة ومحبة ومتفانية تشارك في خدعة نبيلة نيابة عن الإسرائيليين الأبرياء الذي يتعرضون لعدوانية سورية الخسيسة. دون أن يرد ذكر الدور الإسرائيلي البارز كدولة مهاجمة استفزازية، في حين أن تاريخ إسرائيل في الذبح الجماعي (للعرب) في خدمة مخططات إقليمية مفترسة، اختفى، كالعادة، تحت شعار 'الدفاع عن النفس'".

وذكرت الكاتبة أيضا مسلسل "فوضى" الذي يمجد وحدة "المستعربين" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، على حساب وصم الفلسطيني بـ"الإرهاب"، دون ذكر الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين بشكل يومي.

وأكدت فرناندز أن الهدف من الترويج الإسرائيلي، أو "الهسبرا"، من خلال هذه المسلسلات، هو قلب أدوار المُضطَهِد والضحية، بحيث يصبح "الإرهاب الإسرائيلي المنظم (المؤسساتي) ضد الفلسطينيين، محض مسألة انتقامية، بينما يُصبح هؤلاء (الفلسطينيون) الذين يتعرضون للعدائية الإسرائيلية منذ سبعة عقود (النكبة)، هم المعتدون".

العميل الأخلاقي

أشارت الكاتبة إلى مشاركة "نتفليكس" في إنتاج فيلمين آخرين، عن العميل المصري لإسرائيل، أشرف مروان، وهو زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث أصدرت فيلم "الملاك" و"الجاسوس الذي وقع على الأرض" على التوالي بين عامي 2018 و2019.

وناهيك عن عرض أشرف مروان، على أنه شخصية كانت تسعى لـ"السلام"، بحسب المنظور الإسرائيلي للسلام بالطبع، فإن الكاتبة ركزت على تفصيل محدد في الفيلم، والذي يروي كيف دفع الموساد عميله مروان، إلى الاشتراك في خطة مصرية ليبية فلسطينية، لتفجير طائرة إسرائيلية مدنية، ردا على إسقاط إسرائيل لطائرة ليبية مدنية، أسفرت عن مقتل 150 شخصا.

وذكرت المفارقة بتسليم العميل مروان، صواريخ للفلسطينيين، لإسقاط الطائرة، وتسليمهم للسلطات الإيطالية حيث كان يُفترض أن يتم إسقاط الطائرة، بعد ذلك، مشددة على أن "هذه الحكاية بالذات يجب أن تقضي فعليا على مزاعم إسرائيل بأنها تحافظ على رفاهية وأمان مواطنيها".

وتحدثت فرناندز أيضا عن مسلسل "عندما يطير الأبطال" الذي يسرد قصة أربعة جنود إسرائيليين حاربوا بالعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز/ يوليو 2006، أُصيبوا بـ"صدمات نفسية" بعد انتهاء العدوان، وقالت في هذا الصدد، بلهجة ساخرة، إن حقيقة أن "إسرائيل ارتكبت أكبر عدد من جرائم القتل والضرر المادي (في العدوان) لا يعني أنه يجب نزع دور الضحية عن جنودها".

لا وجود لفلسطين في "نتفليكس"

أشارت الكاتبة إلى أنها حاولت البحث عن كلمة فلسطين، في محرك البحث الخاص بالمنصة، لكن كل الأعمال التي ظهرت أمامها، كانت إما إسرائيلية، أو غير ذي صلة.

وقالت إنها تواصلت مع "نتفليكس" لتوضيح سبب انحيازها للرواية الإسرائيلية، إلا أن الأخيرة أجباتها: "نحن شركة ترفيه، لا إعلامية ولا سياسية"، مؤكدة على أنها "تعمل" على تطوير "المحتوى العربي".

وحول ذلك، أكدت فرناندز أن مجمل الأعمال الفنية الإسرائيلية، وخصوصا تلك المذكورة أعلاه، تروج للرواية السياسية الإسرائيلية بطبيعتها، وأن مجرد وجود "محتوى عربي" على "نتفليكس" لا يعني أن الشركة تفعل أي شيء لوضع القضية الفلسطينية في سياقها، أو حتى التعاطف معها.

وخلصت فرناندز إلى القول: "قد تكون علاقة 'نتفليكس' الخاصة مع إسرائيل، مربحة لأولئك المنخرطين فيها، لكن عبر المساعدة في تعزيز تصنيف إسرائيل في استعراض الوحشية المستمرة بالفعل منذ سبعة عقود، فإن الشركة متواطئة تماما في الحجب الإسرائيلي للفلسطينيين".

 

المصدر:  عرب 48



السابق

أردوغان يرفع خريطة فلسطين في الأمم المتحدة بنيويورك

التالي

مصوّر فلسطيني يفوز بجائزةٍ حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.