شحادة جمعة الذي أصرّ على قتال الصهاينة
في مخيّم الرشيديّة للاجئين الفلسطينيّين في جنوب لبنان، يعيش شحادة حسن جمعة مذ نزح من قرية ترشيحا في قضاء عكا عندما كان في الثامنة عشرة من عمره.
يروي: "عندما خرجنا من فلسطين، كنت حينها في جيش الإنقاذ وقد شهدت معركة قرية الكابري (شمال شرق عكا). حينها حاصرنا قافلة حافلات للصهاينة ودمرناها، وقد شاركنا في تلك المعركة أبناء قريتَي الغابسية والنهر وكذلك البدو الرحل. استطاع بعض الجنود الصهاينة الهرب، لكننا قضينا على الباقين".
يضيف: "وكانت هذه القافلة تمرّ من الكابري لتأمين التموين للجنود من قرية جدّين. فعملنا على إقفال الطريق وهاجمناهم، واستطعنا قتل سبعة وثمانين جندياً صهيونياً. كانت هذه المعركة أولى معارك قضاء عكا".
ويتابع جمعة: "بعدها توالت المعارك في قضاء صفد. فذهبنا لمؤازرة إخواننا في قرية عين الزيتون، وقتلنا عدداً كبيراً من الصهاينة هناك". ويشير إلى أن "نصباً أقيم في مقبرة القرية في ما بعد، لأحد الصهاينة الذين قتلوا في أثناء المعركة".
ويخبر أنه "بعد ذلك أخبرونا بأن ثمّة من تآمر علينا لتسليم فلسطين للصهاينة، كي تكون وطناً قومياً لليهود. وأعطيت الأوامر للقادة الميدانيّين كي تعود الجيوش العربيّة إلى بلادها. لكن فوزي القاوقجي، وهو ضابط سوري، تمرّد ورفض الأوامر، قائلاً: لو داستنا الدبابات لن أغادر خالي الوفاض".
ويكمل: "بعد انسحاب جيش الإنقاذ، خرجنا من ترشيحا إلى بلدة عين إبل في جنوب لبنان. عندها بدأ أهالي القرى الفلسطينيّة بالنزوح إلى لبنان وسورية والأردن ومصر. حتى أن أهالي بعض القرى هاجروا من دون أية مقاومة، لكن خوف الناس من الصهاينة ومن القتل والاغتصاب والسرقة والنهب، جعل الناس يفرّون. وعندما سألت الضابط المسؤول عني عن سبب خروجنا من دون تعرّضنا إلى القصف، أجابني: هذه الأوامر التي وصلتنا والتي تقضي بتسليم فلسطين لليهود تنفيذاً لوعد بلفور. ومن ثم أضاف: فلسطين باعوها لليهود".
ويشير جمعة إلى أن "الفلسطينيين الدروز لم يغادروا فلسطين، ورفضوا أن يكونوا لاجئين في أي بلد، وقد طالبوا أهالي بعض القرى الفلسطينيّة بعدم مغادرتها. لكن أهلها غادروها خوفاً من المذابح، التي كان يرتكبها الصهاينة بحق شعبنا الفلسطيني".
ويتابع: "بعد خروجنا من فلسطين، بقينا ثلاثة أشهر في بلدة عين إبل اللبنانيّة في معسكر. وكنا نرى بعض أهالي القرى يعودون إلى فلسطين لبيع ممتلكاتهم لهؤلاء الذين بقوا في فلسطين، حتى يتمكنوا من العيش".
لمصدر: العربي الجديد
أضف تعليق
قواعد المشاركة