فاز بجوائز ونالت أعماله شهرة عالمية

"خير عكر من عكا… فنان فلسطيني يطوّع الحديد

منذ 6 سنوات   شارك:

داخل مشغله في قرية الجديدة- المكر قضاء عكا، ينكب الفنان خير عكر على إنجاز تمثال حديدي ضخم سيحفظ داخل قلعة تاريخية في جمهورية التشيك. بأنامله التي اعتادت أن تنساب برقة على الأوتار، يطوّع عكر الحديد بالمطرقة والنار فيخرجه تحفا فنية في غاية الدقة والإتقان، وبفضل مقارعته لصفائح الحديد أصبح عكر فنانا بشهرة عالمية.

يستهل الفنان خير عكر (47 سنة) عمله في الصباح باحتساء فنجان قهوة وبعزف قصير لأنغام رحبانية على غيتاره المعلق دائما على الجدار. يضع غيتاره جانبا ليقبل على المطرقة والإزميل لكنه لا يغادر خيالاته الفنية، فتحويل الحديد إلى قطع فنية مهنته المحببة التي يعّبر فيها عن طاقاته الفنية وتؤمن له عيشا كريما. والعزف صباحا ليس مجرد ممارسة هواية فنية فحسب، فهو يمنحه الهدوء والسكينة والتركيز ويحفزه على الخلق والإبداع. كما يعزف خير على آلات أخرى كالبيانو والعود ويعتبر عمر خورشيد بمثابة الأب الروحاني له وهو مطلّع على تاريخ الموسيقى العالمية.

غيتار ومطرقة

في تلك الحالة من التجلي الفني يوّفق خير بين العزف على الأوتار بلمسات ناعمة مغنيا الرحبانيات وبين تطويع الحديد بالمطرقة والنار والسواعد القوية. وفي حالته أيضا «فرخ البط عوام»، فنجله البكر يعزف على الغيتار ويتدرب على عزف الموسيقى اليونانية في الليل، وفي النهار يشارك والده هواية تطويع الحديد للفن.

أنجز عكر آلاف الأدوات والمجسمات الفنية بأدوات تقليدية يدوية كالمطرقة دون أي أداة كهربائية وفق أصول الحدادة العربية، كما يقول، وحاز على جوائز ومراتب أولى تقديرا لمنجزاته، ومنها تمثال معدني صممه تعبيرا عن «الربيع العربي» على شكل ثلاثة عصافير كرمز للحرية والنهضة، محفوظ منذ العام الماضي في متحف العاصمة الأوكرانية كييف.

وكانت أولى المعارض الفنية الدولية التي شارك فيها معرض «تعايش الشعوب» في لندن عام 2007، وهناك تعرف على رابطة الفنانين الإيطاليين واستجاب لدعوتها بالمشاركة في مسابقة فنية عالمية بمشاركة 500 فنان تحت عنوان «سحر الضوء». في هذه المسابقة الدولية فاز بالجائزة الأولى عن مجسم معدني يرمز لولادة الأم وخروج الطفل لنور الحياة. ويتركّب هذا التمثال الحديدي المصقول من سيدة رأسها على شكل ورقة شجر ومنها يتفرع غصن على شكل هلال يهب الضوء للجنين ويوجد هذا المجسم حاليا في المتحف الإيطالي القومي. وبجوار ورشة العمل تزدحم جنبات معرض منتجات عكر بالأعمال اليدوية التي تنم عن رؤية خلاقة ولمسة فنية ماهرة تنطق الحديد. وتتجلى قوة الإنسان ومهاراته الفريدة وأنت ترقب عمل خير وهو يتناول قطعة معدنية صماء تتحول بين يديه بعد ساعات لتحفة فنية بعد تسخينها بواسطة الفحم الحجري بدرجة حرارة تتراوح بين 750 إلى 1000 درجة.

يواصل خير المشوار من خلال توريث المهنة الفنية، فبعدما تعلم واحترف تطويع الحديد بادر لتعليم 50 طالبا قسما من مهاراته الفنية ويعمل بعضهم بهذا المجال وبمستوى رفيع.
ولكنهم سينافسونك؟ سألنا متوددين، فقال واثقا : «الرزق على الله والمنافسة مهمة».

حرفة وفن

التحق عكر بفرع «المواضيع الميكانيكية» في مدينة طمرة خلال تعلمه في المرحلة الثانوية وتخرج منها عام 1982 وبعد ثلاث سنوات استكمل دراسة الفنون التشكيلية كالرسم والتجسيد بموازاة تعلمه لاحقا العزف على العود والغيتار والبيانو. واختار العمل طيلة 15 عاما عازفا في فرقة موسيقية، لكنه ما لبث أن عاد في 1995 للعمل اليدوي ولممارسة الفن التشكيلي والعمل في هذا النوع النادر من الحدادة، مستجيبا لنداءات موهبته في الرسم والتجسيد وتطويع الحديد التي تعد -بحسبه- جزءا من التراث العربي.

بخلاف فنانين آخرين لا يستعين عكر بكتالوغات بحثا عن تصاميم ورسومات، فهو يبدع أعماله وتصاميمه بنفسه حسب الحالة. وتكثر الأسماك والطيور والزهور في أعماله انعكاسا لحقيقة كونه ابن منطقة ريفية على البحر الأبيض المتوسط، وبالنسبة له ذلك «انعكاس لما اختزن في الذاكرة منذ الطفولة واستلهام للواقع».

عكر الذي يشارك في المعارض والمسابقات الدولية كفنان فلسطيني يعتز بشكل خاص بلوحة معدنية كتب فيها بحروف معدنية «بسم الله الرحمن الرحيم «. ولتأمين لقمة عيشه ينجز الفنان الفلسطيني أعمالا بيتية وأدوات منزلية كالجدران والأسّرة والمقاعد والطاولات الحديدية وغيرها. ويقول إن الحديد يطوع بالنار، أما الحفر بالخشب فهو أسهل، لكنه يشير إلى أن ما يجمعهما هو «خطر أن يذهب الجهد سدى لأن الخشب قد يكسر والحديد يزداد صلابة إذا ما برد ويصبح غير قابل للتصحيح.» وليس خير عكر وحده في العائلة من يجيد لغة الفن داخل بيته، فشقيقه محمد الذي يعمل معه أحيانا يحفر على الخشب ومحترف في فن الأرابيسك أيضا وينتج مجسمات متقنة. وهكذا ابن عمه ياسر عكر، أحد أبرز الخطاطين في فلسطين، بل في الوطن العربي، ويحترف رسم الخطوط في المساجد وهو يستعد اليوم لتنظيم معرض فريد بالتعاون مع خير، ستعرض فيه لوحات معدنية مزدانة بالحروف العربية بعضها صمم بأبعاد ثلاثية. و يعترف خير بأنه يستعين بزوجته أم علي، ولا يخطو بدونها حينما يشرع بعمل كبير، فهي «صاحبة نظرة» خاصة بما يتعلق بالأدوات المنزلية.. 

 

المصدر: القدس العربي 



السابق

"مركز العودة الفلسطيني" يشارك في لقاء الأمم المتحدة النصف سنوي بجنيف

التالي

ندوةٌ حول الفلسطينيين بـ"إسرائيل" في كلية لندن للاقتصاد


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.