طلاب المخيمات في لبنان: لهذه الأسباب لم نتمكن من اكمال دراستنا

منذ 9 سنوات   شارك:

"...كان نفسي أصير شي بالمجتمع.. وأرفع راس أهلي وبلدي، بس للأسف العلم صار بس للطبقة البرجوازية"..
بهذه الكلمات إختصرت منى معاناتها، فقصتها، كغيرها من قصص اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين لم تتح لهم الفرصة لاستكمال تعليمهم، حلم منى وغيرها من الطلاب في مخيمات اللجوء، لم يكن سوى إكمال التعليم الجامعيّ، خاصة وأن نسب الطلاب المتفوقين في المراحل الإبتدائية والثانوية في المدارس المخصصة للفلسطينيين في لبنان، تعد مرتفعة نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها الطلاب.
تشرح منى معاناتها لـ"نشرة الجهاد"، وتقول: "لقد كنت من الأوائل في صفي، وكنت أحب مادة الرياضيات بشدّة، ونويت أن أدرسها في الجامعة، إلا أن الظروف كانت أقوى من طموحاتي".
فهي لم تجد أحدًا لمساعدتها في الدخول إلى جامعة خاصة، فقررت الدخول إلى الجامعة اللبنانية، ولكن، حتى في الجامعة الأم، التي من شأنها احتواء كافة الطبقات الإجتماعية، لم يتم قبول منى، وبحسب شرحها، فهي لم تمتلك "الواسطة" الكافية من أجل الدخول إلى الجامعة الوطنية.
منى الآن تمضي وقتها في المنزل، تساعد أمّها التي تعمل طوال النهار كي تسدّ أقساط جامعة أختها الصغرى، متسائلة: "لست أدري لماذا يحتّم على الفلسطيني أن يكون بحاجة للآخرين دائماً.. وأن يستجدي المال من أجل العلم.. أليس العلم حقّا للجميع؟!".

"تخرجت بلا شهادة"
صورة أخرى من الألم الفلسطيني في المخيمات، هبة لاجئة في مخيم برج البراجنة، أمها كادت تستجدي المال من أجل أن تكمل هبة علمها.
"أنهيت دراستي الجامعية الفصل الماضي، ولكن لن يعطوني شهادتي حتّى أدفع جميع المستحقات!" بنبرة بائسة، توضح منى لـ"الجهاد" كيف تحتفظ جامعتها بشهادة التخرج، بسبب عدم دفع جميع المستحقات، فبالإضافة للديون، والدا هبة لا يعملان، ولا معيل لعائلتها سوى مبلغاً ضئيلاً تتقاضاه من وكالة "الأونروا".
وهكذا، حتى لو أرادت هبة العمل، لن تستطيع، لأنها لا تملك شهادة جامعية على الرغم من أنها أمضت سنوات أربع تجرّ سحاب يومها من وإلى الجامعة، وتسهر الليالي علّها تنال العلا.. ولكن دون فائدة.

أنا إبن مخيم
كان يحلم بأن يصبح مهندسًا معمارياً لكن الظروف حالت بينه وبين حلمه ليصبح مجرد بائع، بلال حسين، قصته لا تختلف عن الباقين.
"أنهيت صف الثاني عشر بتقدير جيد، وظننت أن هذا التقدير وعلاماتي المرتفعة سيؤمّنان لي منحة جيدة في جامعة مرموقة من جامعات لبنان، كنت أود أن أصبح مهندساً معماريًا، وبشدّة"، يتابع بلال:"لكن لم يساعدني أحد، طرقت كل الأبواب، لكن أحداً لم يعرني أيّ إهتمام، لا أدري ربما يجب علي أن أكون ابن مسؤول ليصبح لي إعتبار، وأنا إبن مخيم..".
درس بلال المحاسبة في سبلين، والآن يعمل في مكتبة "فيركو" في بيروت مقابل $500 شهرياً، ويتساءل بلال متأثراً: "دائماً يأتي إلى المكتبة تلاميذ جامعيين يدرسون الهندسة ليأخذوا حاجياتهم.. أحياناً أتألّم لرؤيتهم. هل لأني ابن مخيم يجب أن أكون أقلّ حظاً من غيري؟"

الظروف القاسية
أمّا هيفاء فقصة مشابهة بأحداث مختلفة، تخرجت من المدرسة، وقدّمت شهادتها لجهات عدة، علها تجد من يساندها في الأقساط الجامعية، ولكن دون جدوى..
"إضطررت للعمل في مطعم للوجبات السريعة، حتى أسدّد أقساطي، كنت أضطر للبقاء في العمل أحياناً حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، فلم أجد وقتاً كافياً لأدرس، مما أثّر على علاماتي الجامعية، تقول هيفاء لـ"الجهاد".
الآن توقفت عن التعلّم، وتكمل حياتها كعاملة في مطعم الوجبات السريعة، لتساعد أهلها ولأنها فقدت الأمل من التعليم الجامعي، لا تجد هيفاء سبيلًا آخر لمتابعة حياتها، سوى باستكمال عملها.
العشرات من أمثال "منى" و"هبة" و"هيفاء" و"بلال" في كلّ مخيمات لبنان، كانوا يطمحون بأن يصبحوا أشخاصاً ناجحين في المجتمع، وأن تكون لهم مكانة مرموقة، إلا أن الظروف كانت أقسى وأصعب، حالت بينهم وبين أحلامهم.
ويبقى السؤال هنا: على من تقع مسؤولية الشباب الذي لا يستطيع أن يجد إلى التعليم الجامعي سبيلاً؟ أليس العلم سلاحًا لتحرير الوطن؟ إذاً لماذا بتنا نُجرّد حتى من هذا السلاح؟!

المصدر: نشرة الجهاد

 



السابق

الاهلية والشعبية" تقفلا مدرسة "عين العسل" في الرشيدية‏

التالي

"فلسطين” فرع مخابرات وعنوان لتصفية اللاجئين الفلسطينيين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.